كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

أبو الحواري الأعمى ت. 275 هجري
231

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

تصانيف

(ولتسألن) يوم القيامة (عما كنتم تعملون) .

ثم ضرب مثلا آخر لناقض العهد ففال :

(ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم) يعني : منكرا وخديعة ليدخل العلة فيستحل به نقض العهد .

(فتزل قدم بعد ثبوتها) يقول : إن ناقض العهد يزل في دينه كما تزل قدم الرجل بعد الاستقامة .

(وتذوقوا السوء) يعني : العقوبة .

(بما صددتم عن سبيل الله) يعني : عن طاعة الله وميثاقه للمشركين من أهل الحرب وغيرهم ، ثم حرفها فينقض العهد فإنه ينصب له يوم القيامة لواء يعرف به عند ظهره فيقال : هذه غدرة فلان .

قال : (والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) .

فمن أعطي من المؤمنين العهد فهو جائز إذا كان العهد عدلا ، لأن المؤمنين الأحرار دماؤهم كلهم سواء .

(( المؤمنون تتكافأ دماؤهم ، وهم يد على من سواهم ، يسعى بذمتهم أدناهم يعقد عليه أولهم ويرد عليهم أفضلهم )) . فيسأل عن ذلك ، والمؤمنون الأحرار دماؤهم كلهم سواء في القصاص ، وهم يد قوية على غيرهم يسعى بذمتهم أدناهم [ويرد على أقصاهم ] أن يعطى العهد أدنا رجل من المسلمين فهو جائز إذا كان العهد عدلا ، يعقد عليهم ، ولهم ، ويرد عليهم أفضلهم .

إذا لم يكن عدلا فلا يجبره ، ولا يقتل مؤمن بكافر ، ولا ذو عهد في عهده ، وهما سواء في القصاص والدية .

وقال : الإيمان ، إيمان تصديق ، وإيمان عمل .

والتقوى : حقيقة الإيمان ، وحقيقة : العمل .

قال الله : (والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد) صلى الله عليه وسلم .

(وهو الحق من ربهم) فكان إيمانهم بما أنزل على محمد العمل بطاعة الله ، وطاعة رسوله .

صفحة ٢٤١