كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

أبو الحواري الأعمى ت. 275 هجري
230

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

تصانيف

57- تفسير آيات الوفاء بالعهد مع المسلمين وغيرهم وحرمة نقضه

تفسير ما أمر الله به المسلمين من وفاء العهد فيما بينهم وبين المشركين وغيرهم :

قوله في سورة المائدة :

(يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) .

يعني : أوفوا بالعهود التي بينكم وبين الناس .

وقوله في سورة بني إسرائيل :

( وأوفوا بالعهد) يعني : العهد الذي بينكم وبين الناس .

( إن العهد كان مسؤولا) يعني ك يسأل الله عن نقضها .

وقوله في سورة الأنعام :

( وبعهد الله أوفوا) يعني : العهود التي بينكم وبين الناس .

تفسير ناقض العهد :

قوله في سورة النحل :

(وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم) يعني : فيما بينكم وبين الناس أهل الشرك في أهل الحرب وغيره ، قال :

( ولا تنقضوا الأيمان) يعني : العهد ( بعد توكيدها) يعني : بعد تعظيمها وتشديدها .

( وقد جعلتم الله عليكم كفيلا) يعني : شهيدا في أمر العهد . (ولا تكونوا) في نقض العهد

(كالتي) بمنزلة التي (نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا) يعني : نقضت غزلها من بعد ما أبرمته ، وكذلك أبرم العهد ثم ينقضه .

(تتخذون أيمانكم) يعني : العهد (دخلا بينكم) يعني : منكرا أو خديعة ليدخل العلة فيستحل به نقض العهد .

(أن تكون أمة هي أربى من أمة) يعني : أن يكون قوم أكثر من قوم فينقضون العهد من أجل كثرتهم .

(إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون) .

ثم قال : (ولو شاء الله لجعلكم ) يعني : للمسلمين والمشركين .

(أمة واحدة ) يعني : ملة الإسلام وحدها .

(ولكن يضل من يشاء ) عن دينه ، وهم مشركون .

(ويهدي من يشاء) يعني : المسلمين .

صفحة ٢٤٠