العزلة عن الواقع وعدم وجود خبرات محلية تبدأ منها التجربة الوطنية حتى يحدث الإبداع، وكأن الناس تعيش في أوطانها بأجسادها دون أرواحها؛ لأنها أسيرة الضنك أو الاحتكار. (4)
الهجرة إلى الخارج أو ما سمي «استنزاف العقول» ثم امتصاص الخبرات الوطنية في الثقافات الغربية وترك البلاد بلا «كادر» قادر على التنمية. (5)
الهجرة إلى الداخل والانزواء والتقوقع على الذات، والحزن والبكاء على ما فات، والحسرة والندم، وحالات الاكتئاب النفسي، وتحويل الوطنيين إلى مرضى نفسيين. (6)
التخصص العلمي الدقيق دون وعي سياسي يمكنه توظيف هذا العلم؛ نظرا لما ينشأ عن العلم من نجاح مهني وما ينشأ عن السياسة من مخاطر وأضرار للمهنة وللقمة العيش. (7)
التعايشية والارتزاق والرغبة في إيثار السلامة، وتوظيف العلم لمن يدفع أكثر داخل البلاد أو خارجها، فالعلم لا وطن له إلا الدخل الفردي! (8)
محاصرة المبدعين وإجهاض العقول حتى يحدث الإحباط العام ليس فقط في الخارج ولكن أيضا في الروح؛ حتى يتم القضاء على آخر حصون المقاومة ويعلن الجيل الفشل التام، وأنه «الإفلاس التاريخي» فتندثر حضارة الأمة وتتحول إلى متاحف التاريخ.
5
الفلسفة والتراث1
أولا: مقدمة: ماذا تعني الفلسفة والتراث؟1
أصبح لفظ الفلسفة شائعا في فكرنا المعاصر وإن كان أقل شيوعا في تراثنا القديم الذي فضل لفظ الحكمة، وأسس لها علوما بأكملها هي علوم الحكمة.
صفحة غير معروفة