معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب
محقق
إحسان عباس
الناشر
دار الغرب الإسلامي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
فقال له: ما كان عندي إلا أنه من أهل السواد، فضحك إبراهيم وقال: إنما أردت قول الشاعر:
يسائل عن أخي جرم ... ثقيل والذي خلقه
وكتب [١] إبراهيم شفاعة لرجل إلى بعض إخوانه: فلان ممن يزكو شكره.
ويعنيني أمره، والصنيعة عنده واجدة موضعها [٢] وسالكة طريقها:
وأفضل ما يأتيه ذو الدين والحجى ... إصابة شكر لم يضع معه أجر
ونظر [٣] إبراهيم إلى الحسن بن وهب وهو مخمور فقال له [٤]:
عيناك قد حكتا مبى ... تك كيف كنت وكيف كانا
ولربّ عين قد أرت ... ك مبيت صاحبها عيانا
قال [٥] ورفع أحمد بن المدبر على بعض عمال إبراهيم فحضر إبراهيم دار المتوكل فرأى هلال الشهر على وجهه ودعا له وضحك وقال له: إنّ أحمد بن المدبر رفع على عاملك كذا وكذا فاصدقني عنه، قال إبراهيم: فضاقت عليّ الحجة، وخفت أن أحقق قوله إن اعترفت ثم لا أرجع منه إلى شيء فيعود علي الغرم، فعدلت عن الحجّة إلى الحيلة فقلت: أنا في هذا يا أمير المؤمنين كما قلت فيك [٦]:
ردّ قولي وصدّق الأقوالا ... وأطاع الوشاة والعذّالا
أتراه يكون شهر صدود ... وعلى وجهه رأيت الهلالا
فقال: لا يكون ذلك والله، لا يكون ذلك أبدا، والتفت إلى الوزير وقال له:
كيف تقبل في المال قول صاحبه؟
[١] الأغاني ١٠: ٥٤. [٢] الأغاني: واقعة موقعها. [٣] الأغاني ١٠: ٥٥. [٤] الطرائف الأدبية: ١٧٥. [٥] الأغاني: ٥٩- ٦٠ والوافي ٦: ٢٧. [٦] الطرائف الأدبية: ١٤٩.
1 / 77