الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب

ابن فرحون ت. 799 هجري
112

الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب

محقق

الدكتور محمد الأحمدي أبو النور

الناشر

دار التراث للطبع والنشر

مكان النشر

القاهرة

وقال ابنه: لما دفنا مالكًا دخلنا منزله فأخرجنا كتبه فإذا فيها سبع فناديق من حديث بن شهاب ظهورها وبطونها ملأى وعنده فناديق أو صناديق من حديث أهل المدينة فجعل الناس يقرءون ويدعون ويقولون: رحمك الله يا أبا عبد الله لقد جالسناك الدهر الطويل فما رأيناك ذاكرتنا بشيء مما قرأناه. وقال الشافعي: كان مالك إذا شك في الحديث طرحه كله وقال أشهب: رآني مالك أكتب جوابه في مسألة فقال: لا تكتبها فإني لا أدري أثبت عليها أم لا. وقال أيضًا: رأيت في النوم قائلًا يقول لي: لقد لزم مالك كلمة عند فتواه لو وردت عليه الجبال لقلعها وذلك قوله ما شاء الله لا قوة إلا بالله. وقال بن أبي أويس: ما كان يتهيأ لأحد بالمدينة أن يقول: قال رسول الله ﷺ إلا حبسه مالك في الحبس فإذا سئل فيه قال: يصحح ما قال ثم يخرج. ولقد كان بن كنانة وابن أبي حازم والدراوردي وغيرهم

1 / 113