الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب

ابن فرحون ت. 799 هجري
111

الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب

محقق

الدكتور محمد الأحمدي أبو النور

الناشر

دار التراث للطبع والنشر

مكان النشر

القاهرة

وقال الهيثم بن جميل: شهدت مالكًا سئل عن ثمان وأربعين مسألة فقال في اثنين وثلاثين منها لا أدري. وكان يقول ينبغي أن يورث العالم جلساءه قول لا أدري حتى يكون ذلك أصلًا في أيديهم يفزعون إليه فإذا سئل أحدهم عما لا يدري قال: لا أدري. وسئل رحمه الله تعالى عن الأحاديث يقدم فيها ويؤخر والمعنى فيها واحد فقال: أما ما كان من لفظ النبي ﷺ فلا ينبغي للمرء أن يقول إلا كما جاء وأما لفظ غيره فإذا كان المعنى واحدًا فلا بأس. قيل له: فحديث رسول الله ﷺ يزاد فيه الواو والألف والمعنى واحد؟ فقال: أرجو أن يكون خفيفًا. ولما مات مالك رحمه الله تعالى خرجت كتبه فأصيب فيها فناديق عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما ليس في الموطأ منه شيء إلا حديثين. قال بن وهب: قال مالك: سمعت من بن شهاب أحاديث كثيرة ما حدث بها قط ولا أحدث بها

1 / 112