٢- العلم بالقواعد الأصولية ومقاصد الشريعة: وهذا جانب مهم من العلم لأن معرفة الأدلة تحتاج إلى المعرفة بتلك القواعد حتى يتم تخريج الأحكام على أساس أصولي صحيح، وإلا اختل الميزان وجرى التلاعب بالأحكام. ومقاصد الشريعة عليها أيضًا التعويل في استخراج كثير من الأحكام. لقد كان علماء السلف أشد الناس تحريًا لمقاصد الشرع. يقول الإمام محمد الطاهر بن عاشور: " وفي هذا العمل تتفاوت مراتب الفقهاء، وترى جميعهم لم يستغنوا عن استقصاء تصرفات الرسول ﷺ ولا عن استنباط العلل، وكانوا في عصر التابعين وتابعيهم يشدون الرحال إلى المدينة ليتبصروا من آثار الرسول ﷺ وأعماله وعمل الصحابة ومن صحبهم من التابعين، هنالك يتبين لهم ما يدفع عنهم احتمالات كثيرة في دلالات الألفاظ، ويتضح لهم ما يستنبط من العلل تبعًا لمعرفة الحكم والمقاصد ".