٤- الجهر بالحق: إن الحوار ينبغي ألا يؤدي إلى المداهنة والدبلوماسية التي تغطي على الحقائق وعلى الخلافات وتعمل على ترميمها ظاهريًا وتلفيق موقف اتفاق زائف. وقد ذم الله تعالى من يعمل على كتمان حقائق الدين قائلًا: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾ (البقرة / ١٥٩) وذم من أهل الكتاب أولئك الذين يزورون حقائق الأمور فقال: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (آل عمران / ٧١) . إن في تزوير الحقائق إجهاضا لجميع مقاصد الحوار والتبادل الثقافي، فما قام الحوار أساسًا إلا لتبادل المعلومات والآراء، فإن جاءت مغشوشة فلن يكون القصد من الحوار إلا الغش والتستر بمواقف هي غير المواقف الأصلية للحوار.