71

آه، كيف أستطيع إفهامك بالاختصار يا مريم، سنقترن ببعض في القريب العاجل، وقد حضرت اليوم لرؤية المنزل الذي سيصبح فيما بعد منزلنا المشترك، لكن إياك أن تبوحي بهذا السر إلى الهانم والدة كمال بك أو إلى أخته عندما تحضر واحدة منهما إلى الإسكندرية.

مريم :

اطمئني يا سيدتي من هذه الناحية فقد أوصاني بذلك كمال بك أيضا، إن فمي كالقفل المتين وصدري صندوق محكم الغلق لا ينفذ منه سر.

زينب :

إذن فأنت عليمة بأسرار أخرى لكمال بك؟

مريم :

أرجوك أن تقلعي عن هذا الوهم يا سيدتي الهانم، إن كمال بك مثال الوداعة والاستقامة فأي سر يكون لمثل هذا الشاب؟ تكاد جميع الفتيات الجميلات هنا يترامين على سيدي، ولكنه لا ينظر إلى واحدة منهن، ليس له في هذه الدنيا محبوبة سواك يا سيدتي الهانم وسوى محسوبتكم مريم، لكن أتوسل إليك يا سيدتي منذ اليوم أن تفكري في إبقائي لديكما بعد الزواج؛ لأخدمكما معا كما كنت أخدمه أيام العزوبة، إما إذا عولت على إقصائي عنكما فإنني سوف لا أحتمل الحياة إذ كيف أنساها بعد خدمتي لكمال بك، إنني لأكاد أطير فرحا منذ اليوم عندما أفكر في مصير هذا المنزل بعد وجودك فيه، سيكون بهيجا بلا ريب، وسيغدو جنة ترفرف فيها الملائكة الصغار، هل أعيش لأرى أطفال سيدي البك، فأنعم بتربيتهم وتدليلهم على أكتافي؟! (جرس الباب يدق.)

زينب (تقوم في عجلة) :

ها هو كمال، ها هو كمال سأفتح له الباب بنفسي يا مريم (تعدو نحو الباب، ولكنها تقف فجأة واضعة يدها على قلبها)

آه، لا أستطيع ذلك بنفسي، هيا اذهبي أنت يا مريم.

صفحة غير معروفة