فؤاد!
فؤاد :
أقول إنني كنت لمحت في نفسها روح الميل إليك، وما زلت على هذا الرأي. كنت ذات يوم من أيام الصبا في مصيفكم بالرمل، وكنت إذ ذاك في الحديقة منهمكا في إخراج صورة شمسية، فرأيت زينب الصغيرة مختبئة في خميلة تزينها زهور الياسمين والقرنفل، فظننت لأول وهلة أنها هناك بقصد جمع الزهور فلم أحفل بالأمر، لكن تبين لي قصدها بعد قليل؛ فقد تأكد لي أنها لم تختبئ في ذلك المكان إلا بغية التمتع بمراقبتك من على كثب ... كنت أنت إذ ذاك جالسا تحت الشجرة الكبيرة تقرأ في كتاب، ومنذ ذلك الوقت أدركت السر في علامات الاضطراب وشواهد القلق التي كانت ترتسم على محياها عندما يقترب ميعاد عودتك من المدرسة، إنها في ذلك الميعاد كانت تترك اللعب وتترك صويحباتها وكل شأن من شئونها، فتصعد إلى الطابق العلوي من المنزل لتراقب الطريق من محطة الترام إلى المنزل.
كمال :
لكن يا عزيزي كل ذلك لا يدل على شيء، إنك ما زلت أبله كسالف عهدي بك.
فؤاد :
قل ما شئت فإنك لن تستطيع أن تزحزحني قيد شبر عن اعتقادي في أنك كنت مفتونا بتلك الصبية ... لكنك لسبب ما زلت أتحراه إلى اليوم هجرتها ولم تكترث بها.
كمال :
أقسم لك بما بيننا من صداقة أنه لم تجر بيننا كلمة واحدة عن هذه الأمور التي تظن وقوعها.
فؤاد :
صفحة غير معروفة