ولو علمنا لباس من الخز لأعطيناكه. وبلغ حديث معن المذكور للعلاء بن أيوب فقال رحم الله أبن زائدة لو كان يعلم أن الغلام يركب لأمر به ولكنه كان عربيا خالصا لم يدنس بقاذورات الأعاجم انتهى.
قيل إن بيوت الشعر أربعة فخر ومديح وهجاء ونسيب وكان جرير أفحل شعراء الإسلام في الأربعة فالفخر قوله:
إذا غضبت عليك بنو تميمٍ ... حسبت الناس كلَّهُم غضابًا
والمديح قوله
ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح
والهجاء قوله
فغض الطرف إنك من نميرٍ ... فلا كعبًا بلغت ولا كلابا
والنسيب قوله
إن العيون التي في طرفها حورٌ ... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللبَّ حتى لا حراك به ... وهن أضعفُ خلق الله إنسانا
وقال أبو عبيدة التقى جرير والفرزدق بمنى وهما حاجان فقال الفرزدق لجرير:
فإنك لاقٍ بالمنازل من منى ... فخارًا فأخبرني بما أنت فاخر
فقال له جرير بلبيك اللهم لبيك قال أبو عبيدة أصحابنا يستحسنون هذا الجواب من جرير ويعجبون منه. قيل لما استخلف عمر بن عبد العزيز ﵁ وفد الشعراء إليه وأقاموا ببابه أياما لا يؤذن لهم فبينما هم كذلك إذ مر بهم رجاء بن حيوة وكان جليس عمر
1 / 71