ما أوقد ابن طليبَ قطّ بداره ... نارًا وكان حريقها بالنار
قلت ومما يناسب هذه الواقعة أن الوجيه بن صورة المصري دلال الكتب بمصر كان له دار موصوفة بالحسن فاحترقت فعمل فيها نشو الملك المعروف بابن المنجم
أقول وقد عاينت دار ابن صورةٍ ... وللنار فيها مارجٌ يتضرم
كذا كل مالٍ أصله من نهاوشٍ ... فعماّ قليلِ في نهارٍ يعدم
وما هو إلا كافرٌ طال عمره ... فجاءته لما استبطأته جهنَّم
قلت وهذه اللطائف تضارع قصة أبي الحسين الجزار مع بعض أهل الأدب بمصر وكان شيخنا قد ظهر عليه جرب فالتطخ بالكبريت فلما سمع أبو الحسين الجزار بذلك كتب إليه:
أيها السيد الأديب دعاءٌ ... من محبٍّ خالٍ عن التنكيت
أنت شيخٌ وقد قربت من النا ... ر فكيف ادهنت بالكبريت
قيل إن أبا القاسم الزعفراني مدح الصاحب ابن عباد بقصيدة نونية وانتهى إلى قوله منها:
وحاشية الدار يمشون في ... صنوفٍ من الخزٍّ إلاّ أنا
فقال الصاحب قرأت في أخبار معن بن زائدة الشيباني أن رجلا قال له احملني أيها الأمير فأمر له بناقة وفرس وبغل وحمار وجارية ثم قال لو علمت أن الله ﷾ خلق مركوبا غير هذا لحملتك عليه وقد أمرنا لك من الخز بجبة وقميص وعمامة ودراعة وسراويل ومنديل ومطرف ورداء وكساء وجورب وكيس
1 / 70