داود صاحب الكرك ما برح مع كمال فضله منكدًا مشتتا في البلاد توجه إلى بغداد ومعه فخر القضاة ابن بصاقة والشيخ شمس الدين الخرشاهي وقد استصحب جواهر نفيسة والتجأ إلى الإمام الناصر وطلب الحضور بين يديه ليشاهده في الملا فما قدر له ذلك ولا وافق الخليفة عليه حتى امتدحه بقصيدته البائية التي مطلعها:
ورانٍ ألمت بالكثيب ذوائبه ... وجنح الدجى وحفٌ تجول غياهبه
تقهقه في تلك الربوع رعودُهُ ... وتبكي على تلك الطلول سحائبه
وقال منها في حكاية حاله مع الخليفة:
أيحسن في شرع المعالي ودينها ... وأنت الذي تُعزي إليه مذاهبُه
بأني أخوض الدو والدو مقفرٌ ... سباريته مقفرةٌ وسباسبه
ويأتيك غيري من بلادٍ قريبةٍ ... له الأمن فيها صاحبٌ لا يجانبه
فيلقى دنوا منك لم ألق مثلهُ ... ويحظى ولا أحظى بما أنا طالبه
وينظر في لألاء قدسك نظرةً ... فيرجع والنورُ الإمامي صاحبه
ولو كان يعلوني بنفسٍ ورتبةٍ ... وصدق ولاءٍ لست فيه أصاقبه
1 / 20