الدين، رحمه الله تعالى، لبث مدة يسيرة بدمشق المحروسة ثم حضر إليه عمه أبو بكر العادل وأخوه الملك العزيز عثمان، فأخرجهما من ملكه بدمشق إلى صرخد ثم جهزاه إلى سميساط وفي ذلك كتب إلى الإمام الناصر ببغداد:
مولاي إنَّ أبا بكرٍ وصاحبهُ ... عثمان قد منعا بالسيف حق علي
فأنظر إلى حظ هذا الإسم كيف لقي ... من الأواخر ما لاقى من الأول
فكتب الناصر الجواب: ولكن الفرق مثل الصبح
وافي كتابُك يا ابن يوسف معلنًا ... بالصدق يخبر أن أصلك طاهر
غصبوا عليًاّ حقّه إذ لم يكن ... بعد النبي له بيثرب ثائر
فاصبر فإن غدًا عليه حسابهمْ ... وابشر فناصرك الإمام الناصر
ولم ينصره الإمام الناصر بل توفي فجأة بسميساط، رحمه الله تعالى، ومن شعره ما ذكره ابن واصل في مفرج الكروب:
يا من يسود شعرهُ بخضابه ... فعساه من أهل الشبيبة يحصل
ها فاختضب بسواد حظي مرةً ... ولك الأمانُ بأنه لا ينصل
قلت ومثله الملك الناصر داود ابن الملك المعظم وكان
1 / 19