ظهرت السنة وكتب إلى الآفاق برفع ما توقع من المحنة وإظهار السنَّة وتكلم في مجلس بالسنة ولم يزالوا أعني المعتزلة في قوة إلى أيام المتوكل ولم يكن في هذه الأمة الإسلامية أهل بدعة أكثر منهم. ومن مشاهيرهم على ما ذكروا من الفضلاء والأعيان الجاحظ وواصل بن عطاء والقاضي عبد الجبار والرماني النحوي وأبو علي الفارسي وأقضى القضاة الماوردي الشافعي وهذا غريب، ومن المعتزلة أيضًا الصاحب بن عباد وصاحب الكشاف والفراء النحوي والسيرافي وابن جني والله أعلم.
ومما جنيته من ثمرات الأوراق أن الرشيد ساله جعفرًا عن جواريه فقال يا أمير المؤمنين كنت في الليلة الماضية مضطجعًا وعندي جاريتان وهما يكسباني فتناومت عنهما لأنظر صنيعهما وإحداهما مكية والأخرى مدنية فمدت المدنية يدها إلى ذلك الشيء فلعبت به فانتصب قائما فوثبت المكية وقعدت عليه فقالت المدنية أنا أحق به لأنني حدثت عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي ﷺ أنه قال: من أحيا أرضًا ميتة فهي له. فقالت المكية: وأنا حدثت عن معمر عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي ﷺ أنه قال ليس الصيد لمن أثاره إنما
1 / 16