وماتت مريم في سنة خمس وثمانمائة فتكون مثالا للسابق واللاحق ولم يتفق مثل ذلك لغيرها من شيوخنا المصرين واتفق مثل ذلك لغير واحد من شيوخنا الشاميين منهم خديجة بنت ابن سلطان السابقة حضرت على القاسم بن عساكر وأكثر ظني أنها هلكت بدمشق سنة ثلاث وثمانمائة.
وأخذ عنه المحدث شهاب الدين أحمد بن يونس بن بركة الأربلي وذكره من معجم شيوخه ومات ابن بركة في المحرم سنة ثلاث وتسعين وستمائة وآخر العهد ببنت ابن سلطان في آخر اثنين وثمانمائة.
وله اجازة من أبي بكر بن المحب ومحمد بن عمر بن عوض وابراهيم بن أبي بكر بن السلار١.
وله تواليف في التاريخ منها شفاء الغرام بأخبارالبلد الحرام٢ جمع فيه بين ما ذكره الأزرقي من اخبار الكعبة المفخمة والحجر الأسود وحجر اسماعيل ومقام أبيه ابراهيم الخليل عليهماالسلام والمسجد الحرام وزمزم وسقاية العباس والأماكن المباركة بمكة وحرمها وبعض مشاعرالحج كالصفا والمروة ومنى ومزدلفة وعرفة وحدود الحرم واقطار مكة في الجاهلية والاسلام وبين أخبار موافقة لذلك مما كان بعد الأزرقي وهذا كثير وبعض ذلك كان في زمنه أو قبله وأهمل الأزرقي ذكره وهذا قليل وذكر فيه اشياء لم يذكرها الأزرقي فمن ذلك ولاة مكة في الاسلام من حين فتحها سيدنا رسول الله صلى الله عليه سلم والى تاريخه لأن ذلك لم يحوه كتاب واليه يتشوق أولوا الألباب وأخبار تتعلق بمكة والحجاج ومسائل فقهية وحديثية وبعض ذلك يتعلق بالأماكن التي لها تعلق بالمناسك بعد تسويد لغالب هذا الكتاب وترتيب ما بقي منه بذهنه اختصره في تأليف سماه تحفة الكرام بأخبار البلد الحرام فجاء مجلدا في قدر نصف أصله ثم اختصر منه تأليفا سماه تحصيل المرام من تاريخ البلد فيقدر الحرام ثم اختصر منه تأليفا سماه الزهور المقتطفة من تاريخ مكة المشرفة في كراريس وله في هذا المعنة تأليف اخر سماه تحفة الكرام بأخبار البلد الحرام وعدد أبوابه أربعة وعشرون بابا وفيه
_________
١ زيادة من ب.
٢ وهو مطبوع.
1 / 65