الإمام المحدث ذو الفنون محب الدين أبو عبد الله محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن محمد بن إدريس بن سعيد بن مسعود بن حسن بن محمد ابن عمر بن رشيد الفهري السبتي قال لسان الدين بن الخطيب في تاريخ غرناطة كان إماما مضطلعا بالعربية واللغة والعروض فريد دهره عدالة وجلالة وحفظا وأدبا عالي الإسناد صحيح النقل تام العناية بصناعة الحديث قيما عليها بصيرا بها محققا فيها ذاكرا للرجال فقيها ذاكرا للتفسير ريان من الأدب حافظا للأخبار والتواريخ مشاركا في الأصلين عارفا بالقراآت حسن الخلق كثير التواضع قرأ على ابن أبي الربيع وحازم القرطاجني ورحل فأخذ بمصر والشام والحجاز عن الدمياطي والقطب القسطلاني وخلائق ضمنهم رحلته التي سماها ملء العيبة وهي ست مجلدات قلت وقفت عليها بمكة وعلقت منها فوائد واستفدت منها الحديث المسلسل بالنحاة وعاد إلى غرناطة فنشر بها العلم وقال ابن حجر طلب الحديث فمهر فيه وألف إيضاح المذاهب فيمن يطلق عليه اسم الصاحب وترجمان التراجم على أبواب البخاري أطال فيه النفس ولم يكمل مولده سنة سبع وخمسين وستمائة بسبتة ومات بفاس في محرم سنة إحدى وعشرين وسبعمائة
نجم الدين الدهلي
صفحة ٣٥٦