الإمام الحافظ محدث العصر وخاتمة الحفاظ ومؤرخ الأسلام وفرد الدهر والقائم بأعباء هذه الصناعة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن عثمان بن قايماز التركماني ثم الدمشقي المقرئ ولد سنة ثلاث وسبعين وستمائة وطلب الحديث وله ثماني عشرة سنة فسمع الكثير ورحل وعني بهذا الشأن وتعب فيه وخدمه إلى أن رسخت فيه قدمه وتلا بالسبع وأذعن له الناس حكي عن شيخ الإسلام أبي الفضل بن حجر أنه قال شربت ماء زمزم لأصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ ولي تدريس الحديث بتربة أم الصالح وغيرها وله من التصانيف تاريخ الإسلام التاريخ الأوسط والصغير وسير النبلاء وطبقات الحفاظ التي لخصناها في هذا الكتاب وذيلنا عليها وطبقات القراء ومختصر تهذيب الكمال والكاشف مختصر ذلك والمجرد في أسماء رجال الكتب الستة والتجريد في أسماء الصحابة والميزان في الضعفاء والمغني في الضعفاء وهو مختصر نفيس وقد ذيلت عليه بذيل ومشتبه النسبة ومختصر الأطراف لشيخه المزي وتلخيص المستدرك مع تعقب عليه ومختصر سنن البيهقي ومختصر المحلى وغير ذلك وله معجم كبير وصغير ومختص بالمحدثين والذي أقوله أن المحدثين عيال الآن في الرجال وغيرها من فنون الحديث على أربعة المزي والذهبي والعراقي وابن حجر توفي الذهبي ليلة الإثنين ثالث ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وسبعمائة بدمشق وأضر قبل موته بيسير ورثاه التاج بن السبكي بقصيدة أولها
( من للحديث وللسارين في الطلب
من بعد موت الإمام الحافظ الذهبي )
( من للرواية والأخبار ينشرها
بين البرية من عجم ومن عرب )
( من للدراية والآثار يحفظها
بالنقد من وضع أهل الغي والكذب )
( من للصناعة يدري حل معضلها
حتى يريك جلاء الشك والريب )
ومنها
( هو الإمام الذي روت روايته
وطبق الأرض من طلابه النجب )
( ثبت صدوق خبير حافظ يقظ
في النقل أصدق أنباء من الكتب )
( الله أكبر ما أقرأ وأحفظه
من زاهد ورع في الله مرتقب )
القطب الحلبي
صفحة ٣٤٩