يدرك غوره ، وطود الفضل السامي الذي لا يقتضب طيره . ينبوع عين كل فضل وبيان ، """""" صفحة رقم 79 """"""
ونبعة المجد اليانعة الأغصان ، وإنسان كل عين وعين كل إنسان . نور العين المشرقة من
الأفلاك العلوية ، وضياء الشمس البازغة من سماء الأرحام الهاشمية . وكتب له السيد
أسعد العبادي ، مهنئا له بالعافية من مرض نزل به : سيدي الخال ، ووردة الكمال . الذي
أورق به غصن آمالي ، وانتظم به بديد أحوالي . قد سرت لصحبتك الخواطر ، وقرت
النواظر . وابتسم الزمان بعد القطوب ، وارتاحت القلوب . فقد يصدأ الحسام ، ويحجب
البدر بالغمام . فالحمد لله الذي عمنا بالمنن ، و) أذهب عنا الحزن ( ( فاطر : 34 ) . لذهاب
ما كنت تشتكيه ، وتحقق ما كنت من الصحة لك أرتجيه . والسلام ، على الدوام .
( البسيط )
ولا برحت المدى في ثوب عافية
مطرز بطراز الأمن والنعم
ما اشتقت صبح محياك البهي وما
صحت لصحتك الدنيا من السقم
فأجابه بقوله : سيدي أسعد ، لا زلت بالتفضيل مقدما على كل فاضل ومسعد . قد
وردت علي الدرر المنثورة واللآلئ المنظومة ، فقلت لما غدت لدي منشورة : ما طاب
جنى الفرع إلا من طيب الأرومة . أهذه عيون الحدائق أم أحداق العيون ، أم منشق ثغر
رائق من غير رقيب ولا عيون . فاغتنمت الفرصة إذ لا عين ، وقبلت وجنات تلك
المعاني التي هي أنور من العين .
وتنشقت من عرائس قوافيها روائحك التي هي ناشئة عن طيب الغروس ، وقلت : لا
أثر بعد عين ولا عطر بعد عروس . فهذا هو الفتوح الذي يقصر عنه الفتح والفتح ، وهذا
هو الزند الوري من غير قدح ولا قدح . فلا فض هذا الثغر الرائق الشنيب ، ومستودع
اللسان الرطيب ، فأين منه لسان الدين بن الخطيب ، والسلام . ( البسيط )
ودمت في الدهر محفوظا من الألم
في ثوب عز وشاه الأمن بالنعم
ما دمت ذكري وجاري ثم ما نشدت
أمن تذكر جيران بذي سلم
وقد كتب له المصنف ، رحمه الله تعالى ، قوله : سيدي الخال ، حسن الله بحسن
نظره الحال . لأتمتع باجتلائه بعد حين ، وأشتم من حواليه ورودا ورياحين . قد تكلفت
الفكرة هذه الأبيات ، التي خصصتها بالإثبات . في ظني أنها حسنة تروق وتشوق ، وتغني
عاشقا مولعا عن النظر في وجه معشوق . وأتحقق منها أنها فيض ورد على الخاطر ، أو
خيال تصور من تذكر شخصك الحاضر . وهي : ( الكامل )
ما الخال إلا حبة القلب
تدعو بواعثنا إلى الحب
أو قطعة من مسك نافجة
فاحت روائحها على الصحب
أو نقطة الألف التي حسبت
عشرا من الحسنات في الحب
أو أنه إنسان ناظرنا
فيه دقيقة حكمة الرب
وإذا نظرت فكل ذي نظر
صفحة ٧٩