لكنه لا يساوي رؤية العرب """""" صفحة رقم 55 """"""
وقد أرسل بعد توجهه من دمشق للحج الشريف من الطريق قصيدة ، مطلعها :
( الخفيف )
يا نسيما سرى بسفح الوادي
فوق روض روي بدر العهاد
مزريا عرفه بنشر الخزامى
وعبير العرار والأوراد
إن أتيت الشآم دار منائي
صفوة الله في جميع البلاد
وسلكت الربا التي في دمشق
منتدى الصالحين والأوتاد
حي جمعا من أهلها في سويد القلب
حلوا وخيموا بفؤادي
صف لهم شوقي المبرح واشرح
ما بجفني من أليم سهادي
يا رعى الله جيرة في حماهم
قد تقضت لنا بصدق وداد
ويح قلبي كم ذا يقاسي عليهم
من غرام ولوعة وبعاد
ثم أبلغ سلام عبد محب
قلق الفكر شوقه في ازدياد
للإمام الهمام مفتي دمشق الشام
ذي الفضل والتقى والرشاد
وهي طويلة غاية ، فأرسل له جوابها البارع محمد الكنجي :
مرحبا يا نسيم سفح الوادي
جئتني من أحبتي بمرادي
زحت عن مهجتي بوادر سقم
أرقتني وأسأمت عوادي
لو أفديك يا نسيم بروحي
لم أوفيك حق تلك الأيادي
أنت بشرتني بصحة مولى
هو عزي بين الورى واعتمادي
عمرك الله إن رجعت إليه
ووصلت الحمى وذاك النادي
وإلى الكسوة الرحيبة إن جئت
عشيا وحمت حول الوادي
قبل الأرض يا نسيم وحيي
قرة العين منهل القصاد
مفرد العصر ذاك ركن المعالي
كعبة الفضل معدن الإسعاد
التقي النقي أفضل من في
عصرنا من جهابذ نقاد
يا إماما حوى فنون علوم
ودنا من مراتب الاجتهاد
أنت تالله عز أهل المعالي
وملاذ العفاة والوراد
جاء من ركبك الشريف إلينا
نسمات القبول والإرشاد
بلغت عنك يا همام سلاما
لمحبيك ما له من نفاد
قبلت عنك رأس زين الموالي
شرف الشام سيد الأسياد
الإمام الهمام مفتي دمشق الشام
ذو الفضل والتقى والتهادي
ثم جاءت سريعة تطلب الفضل
صفحة ٥٥