القاهرة وهو شاب في لطلي العلم ووجع ثم استوطنها قبيل الأربعين ودرس وهو شاب ويحك وناظر وظهرت فضاله ويهرت فوائده وطار ذكره واشتهر أمره حتى كان لا يجتمع به أحد من الفضلاء إلا ويبهره استحضاره ويعرف بحدة ذهنه ووفور عقله وسمع في غضون اشتغاله بالفقه والعربية من محمد بن غالى وأحمد بن كشتغدى وابن عبد الهادي وإسماعيل التفليسى والعلامة شمس الدين بن القماح وأبى حيان وعيسى بن المغيث وأبى الفتح الميدومى وغيرهم من أصحاب النجيب وابن عبد الدائم فمن بعدهم وأج له في استدعاه مؤرخ سنة إحدى وأربعين الحافظ المزي وجمع جم يجمع أعيانهم الأربعون التى خرجها له بالسماع والإجارة عن عشرين شيخا بالسماع وعشرين بالإجازة وأخذ عن ابن عدلان وغيره وصاهر ابن عقيل ووجه يته وناب عنه في الحكم وصار معظما هثد الأكابر كبير السمعة عد العامة وتصدى لتبع الشيخ جمال الدين الإسنوى في خطاته حتى كان يتوقى الإفتاء هيبة له ثم ولى قضه الشأم في سنة تسع وستين فجرت له أمور مشهورة وتعصبوا عليه إلى أن خرج منها بعد أشهر فقطن القاهرة متوفرا على الاشتغال والإشغال وحصلت له الخشابية فدوس بها واداد به شهرة زين مرار للقضاء بالديار المصرية فلم يتم ذلك وصنف التصانيف الواسعة لباهرة وعول الناس عليه في الافتاء فكان يتصدى لذلك من بعد صلاة العصر إلى الغروب غالبا ولا يفتر من الاشتغال إما مطالعة وإما تصنيفا وإما إقراء حتى كان يطالع الدرس ويحرره ويلقيه على أول من يلقاه فبذاكره به ويباحثه فيه ثم إذا توجه إلى الخشابية يلقيه على من يرافقه في الطريق ثم إذا حضر ألقاه ويحثوا معه فيه ثم إذا رجع ذكر به من لم يكن عساه حضره فلا يناه بعد ذلك قرأت عليه في حواشيه على الروضة وأذن لى وقرأت عليه دلائل النبوة للبيهقى بإجازته من المزي وقطعة من الحلية بسماعه من ابراهيم بن على الزرزارى وكتب لى خطه على تغليق التعليق وكان عليم المروة جميل المودة كير الاحتمال كثير المباسطة مع مهابته شفوقا على أتباعه ينوه بذكرهم ويسعى في تقديمهم وله نظم كثير نازل الطبقة جد وكان يعمل مجلس الوعظ ويجتمع عنده الفقراء والصلحاء ويحصل له خشوع وخضوع وشهد جمع جم بأنه العالم الذى على رأس القرن ومن رأيت خطه بذلك في حقه
صفحة ٨٤