وراسله بذلك إلى سبتة، أيام تردده عليها، بمعنى الاستمداد، وجمعه طوائف البرابرة للجهاد؛ وولاه طلب ذحله، واستكتمه السر فيه إلى أوانه، وبلوغ زمانه؛ هائجًا للحفائظ القرشية، ومحركًا للطوائل الطالبية؛ فرماهم يومئذ من علي هذا بثالثة الأثافي، طوى كشحه منها على مستكنةٍ أرجأها لوقتها.
ومن الاتفاق الغريب على سليمان أنه لما استوسق له الأمر بعد فراغه من خبر هشام المؤيد، أنفذ عزمه من بين قواد جيوشه في اختيار علي بن حمود المذكور، فقدمه على مدينة سبتة، رأيًا ذهل عنه، ونبذها إلى ذد له مكاشح شريك في الدعوى والقرابة؛ فتلقفها علي تلقف الأكياس المقبلين، ودب لمغبونه سليمان من قبلها الضراء دبيب الحنق الموتور، حتى هجم عليه وسلبه ملكه، وحول دولته ومزق عترته؛ وكانت غلطة سليمان التي لم يستقلها هو ولا من بعده؛ وإذا أراد الله شيئًا أمضاه.
قال أبو الحسن بن بسام: وذكرت بما اتفق في هذا الخبر، ما حكاه الرواة في حلول الفاقرة أيضًا بالمتوكل جعفر؛ قالوا: لما عزم
1 / 38