المشهورة، لابن حيان، فصول من غرائبه، وجمل وتفاصيل من عجائبه؛ لأني إذا وجدت من كلامه فصلًا قد أحكمه، أو خبرًا قد سرده ونظمه، عولت على ما وصف، ووليته خطة ما سطر وصنف، إقرارًا بالفرق، وإعفاءً لنفسي من معارضة من أحرز بأفقنا في وقته قصبات السبق، [وأبرز في زمانه على جميع الخلق] . وأكثر ما يمر في هذا الكتاب، من هذا الباب، فعل تأريخه الكبير عولت، ومن خط يده أكثر ما نقلت؛ وتحريت جهدي اقتضاب ما طول، وتخفيف ما ثقل، وإجمال ما شرح وفصل؛ على أنه لم يخلص إليّ من غمامه إلا قطرة، ولا حصلت في يدي من حسامه إلا إبرة؛ ولذلك ما ارتشفت ثمادي، ونفخت فيما لم أجد من كلامه رمادي، وأنفقت في ذلك من تافه زادي؛ وابتدأت بمن كان في ذلك الأوان، من ملوك بني مروان، من أهل هذا الشان، وارتسم بهذا الفن الذي تصديت لإقامة أوده في هذا الديوان.
@فصل في ذكر المستعين بالله أبي أيوب سليمان بن الحكم والأخذ
@بطرف مستطرف من أخباره وأشعاره، والسبب الموجب
@لقيامه، وما حدث من نادر مستغرب في أيامه.
@ [ونقلت بعضه من لفظ الشيخ المذكور بنصه،
@وأتيت من الحديث بفصة، واعتمدت الإيجار،
@وأتقنت الصدور والإعجاز] .
هو سليمان بن الحكم بن سلميان بن عبد الرحمن الناصر لدين الله بن
1 / 35