وحدث في خلال ذلك أن الأمير سيد أحمد سلب بضاعة تجار من دمشق مارة بالبقاع، فكتب والي الشام إلى الأمير يوسف بزجر أخيه عن الاعتداء ورد المسلوب، فكتب الأمير إلى أخيه في ذلك فلم يجبه، فأدى ذلك إلى نفرة الوالي من الأمير يوسف، أما الجزار فأخذ يحصن المدينة؛ فتحقق الأمير عزم الرجل على العصيان فراسله في ذلك، ثم اختليا في المصيطبة، فتمكن الجزار لدى الأمير وأوهمه مقنعا إياه أنه لا يروم الخروج عن إرادته، واستمهله في الخروج من المدينة أربعين يوما، فأمهله الأمير انقيادا لبعض من اليزبكية مكروا بالأمير كرها لنجاح مساعيه، فاستمر الجزار في تحصين المدينة تلك المدة، حتى إذا ما انقضت كتب الأمير إليه أن اخرج من المدينة بحسب العهد، فأبى الجزار وأرسل المغاربة إلى خارج المدينة يعيثون ويقتلون من يجدونه من أهل بلاد الأمير، وأما الأمير فحشد عسكرا وزحف به إلى المدينة لمحاصرتها، واتحد مع عمه الأمير منصور فكتبا إلى ظاهر العمر والي عكة يلتمسان منه معونة الأسطول المسكوبي لهما على استخلاص بيروت من يد الجزار وتسليمها لأحدهما الأمير يوسف؛ وذلك لأن أمير الأسطول كان مسيرا من الملكة كاترينا على أن يكون في طاعة ظاهر العمر المتحد معها؛ فاستجاب ظاهر لهما واستقدم السفن إليهما من مياه قبرس، فحوصرت المدينة مدة أربعة شهور حصارا شديدا، حتى اضطر الجزار بعدئذ أن يلتمس من ظاهر العمر النجاة لنفسه ولمن معه على أنه يخرج بأصحابه من المدينة ويسلمها إلى الأمير، فمنحه ظاهر ذلك بعد مشاورة الأمير فعادت بيروت إلى الأمير ورجع الشهابيون إلى مواطنهم فيها؛ فولى الأمير واليا عليها، ثم رجع إلى دير القمر، وكان قد كتب إليه والي دمشق وأنبأه بأنه بعث إلى الدولة العلية يلتمس العفو لظاهر العمر.
ولما كانت سنة 1773 ظهر ما كمن في صدر والي دمشق عثمان باشا من الحزازات بسبب اعتداء أخي الأمير على بعض من تجار دمشق وعيثه في البقاع، كما تقدم ذلك، وبدت العداوة بينهما فأتى عثمان باشا بعسكره وخيم في صحراء بر إلياس من البقاع، وأتى الأمير بعسكره إلى المغيثة، ثم نزل من هناك إلى أعدائه فاشتبك الفريقان، وجرت لهما مواقع لم يفصل بينهما النصر فيها، وأرسل الأمير إلى ظاهر العمر يستنجده، فأرسل إليه ظاهر ابنه عليا والشيخ نصيفا النصار عميد بني علي الصغير في جيش كبير من المتاولة، فنزل الرجلان بجماعتهما بقرية القرعون. ولما اتصل ذلك بالباشا غشيه الخوف واضطرب عسكره، فولى في الحال هربا إلى دمشق وترك الخيام والمدافع والذخائر، فغنمها الأمير وأقر أخاه الأمير سيد أحمد في قلعة قب إلياس وجهزه بما غنمه من المدافع والذخائر، أما الأمير سيد أحمد - وقد كان عنده الأمير فارس يونس - فراودته نفسه عن الخروج على أخيه، فاستمال إليه صاحب راشيا الأمير منصورا والشيخ عبد السلام رئيس الحزب اليزبكي والشيخ حسين تلحوق وغيرهم من الحانقين على أخيه، ثم جهر بالعصيان وجعل يشدد الوطأة على القرى التابعة للشيخ علي جانبلاط في البقاع حتى أغضب أخاه الأمير يوسف ودفعه إلى مقاتلته. ففي سنة 1774 حاصر الأمير يوسف القلعة شهرا كاملا، ولم يقض لبانته من حصارها؛ إذ خذله كثير من جنده بدسيسة من الشيخ عبد السلام، ولكنه عاد فاستقدم إليه عسكر المغاربة من دمشق وشدد الحصار على القلعة، حتى اضطر الأمير سيد أحمد بعد ما كادت تنفذ الميرة والماء أن يكتب إلى الشيخ علي جانبلاط والشيخ كليب أبي نكد أن يتوسطا في أمر الصلح بينه وبين أخيه على أنه يخرج من القلعة آمنا ويذرها لأخيه، فوقع الصلح على ذلك وسار الأمير سيد أحمد إلى حدث بيروت وتوطنها، وأما الأمير يوسف فأخذ القلعة وبغى هدمها فلم يتيسر له هدم أكثر من جدار من جدرانها لقوة بنيانها، ثم نال ولاية البقاع من والي دمشق وقتئذ محمد باشا العظم على أن يرد المسلوب بيد أخيه من بضاعة التجار الدمشقيين، فاسترد ذلك من أخيه وأرجعه إلى أصحابه وعوض على أخيه من مال نفسه واستناب عنه على الولاية أخاه الأمير قاسما.
ولما كان في نفس الأمير يوسف ما فيها من الضغينة والحقد على صاحب راشيا الأمير منصور لتحيزه للأمير سيد أحمد جعل يلتمس سبيلا عليه ليكيده به، فادعى عليه بمال، ثم اتهمه بقتل الأمير حسين بسم مدسوس في الطعام، فعظم ذلك على الأمير منصور؛ فكتب الأمير منصور إلى الشيخ سعد الخوري يسأله أن يمهد له سبيل الصلح عند الأمير يوسف، فأناله ذلك وجرى الصلح على مبلغ خمسة عشر ألف غرش تدفع إلى الأمير يوسف، ثم قسم الأمير يوسف راشيا بين الأمير منصور وبين الأمير محمد أخي منصور لادعاء أخيه هذا عليه بالإرث ادعاء مدفوعا عليه من الأمير يوسف نفسه. وفي تلك السنة توفي الأمير منصور حيدر في بيروت وعمره ستون عاما، توفي عن أربعة: الأمير موسى، والأمير مراد، والأمير حمود، والأمير حيدر. ودفن في جامع الأمير منذر التنوخي، وتوفي أيضا الأمير بشير الملقب بالسمين بلا عقب، فاستقل الأمير يوسف بتركته ومنع إخوة المتوفى منها.
وفي سنة 1775 كتب الأمير يوسف إلى أمير البحر حسن باشا، وقد كان قدم إلى عكة للتنكيل بظاهر العمر وإخراجه منها، فهنأه بالنصر وأرسل إليه بعضا من الخيل الجياد فتقبل ذلك بالمسرة وتلطف به في الجواب، ثم كتب الباشا إلى الأمير يوسف يسأله أن يرسل إليه أبناء ظاهر العمر لأنه نمي إليه أنهم مستخفون في بلاده؛ فأوجس الأمير خيفة من ذلك لأنهم كانوا قد سألوه الاختفاء عنده فأبى، وكتب إلى الباشا منكرا اختباءهم في بلاده إنكارا شديدا، ثم عاد الباشا فكتب إلى الأمير يتقاضاه الأموال السلطانية الباقية عنده عن ثلاث سنين مدة ولاية ظاهر العمر، فأجابه الأمير وفي قلبه خوف وريبة، واعتذر إليه في الجواب، وأرسل إليه البراءة التي كان بمقتضاها التجاوز له عن مال البلاد مدة عصيان ظاهر العمر، وتعهد بأداء مبلغ مائة ألف غرش كانت باقية عليه من الأموال الأميرية ووعده بغير ذلك، فلما وقف الباشا على البراءة وبلغه الوعد أكرم رسل الأمير، ومن ثم جرت المحبة بينهما.
وفي سنة 1776 نصب قوم أحمد باشا الجزار واليا على صيدا، فانخلع قلب الأمير خوفا منه لما جرى بينهما من المحاربة يوم حصار بيروت، ومع هذا فإن الأمير ستر خوفه وكتب إلى الجزار يهنئه ويبارك له في الولاية وأتحفه بشيء من الهدايا، فتلطف له الجزار في الجواب وذكر له عهد الصداقة فلم يسكن بذلك روعه، وبعث إلى حسن باشا يكاشفه في أمره فالباشا أنعم بال الأمير ووعده بإهلاك خصمه، ثم استعجله بإنجاز ما عهد به من دفع الضريبة، فرجع الأمير إلى مستشاريه ومدبري أموره يسألهم فيما عهد به كيف ينبغي أن ينجزه؛ فأشاروا عليه أن يغتصب من مال الأمراء الشهابيين ما به وفاء المال المعهود بأدائه، فاستصوب رأيهم وصادر الأمراء بأموالهم، فكبر ذلك عليهم فرحلوا إلى البقاع وشرعوا يعيثون فيها سلبا ونهبا، فنهض إليهم بعسكر يبغي زجرهم، فلما أحسوا بنزوله بقب إلياس فروا من وجهه إلى إقليم البلان، ومن ثم إلى الحولانية.
ثم سفر صاحب حاصبيا الأمير إسماعيل بينهم وبين الأمير يوسف؛ فعهد هذا الأمير أن يرد إليهم ما أخذه من ريع عقاراتهم، فرجع الأمراء إلى مواطنهم إلا الأمير سيد أحمد والأمير أفندي منهم، فإنهما بقيا ثائرين حتى استرضاهما الأمير بما أعاده إليهما من إقطاعهما، ثم عاد الأمير فأدى المال المطلوب منه إلى حسن باشا، فأبرأ حسن باشا ذمته وأقره على ولايته وكتب له عهدا يعصمه من تداخل والي صيدا في أموره إلا أن يقبض المال الميري منه، ثم غادر الباشا الديار الشامية عائدا إلى الآستانة، فاغتنم الجزار السانحة واندفع بعوامل حقده وضغينته إلى معاداة الأمير ومقاومته، فزحف بعسكره من صيدا إلى بيروت فاستولى عليها وجعل يده على سائر ما للشهابيين من الملك فيها، ثم بعث إلى الأمير يوسف يتقاضاه الأموال الأميرية عن ثلاث سنين ماضية ملحا عليه إلحاحا شديدا، فبدت للأمير من الجزار بوادر الشر؛ فاشتد خوفه فكتب إلى حسن باشا، وقد كان لم يتجاوز قبرس في إيابه، وأخبره بما كان من أمر الجزار معه، فرجع الباشا وأخرج الجزار من بيروت ونهاه عن العود إلى مثل ذلك وسكن روع الأمير؛ إذ وعده أنه متى بلغ الآستانة يبذل عنايته إلى عزل الجزار عن ولاية صيدا، فرجع الجزار إلى صيدا بحرا، وأما عسكره فرجع إليها برا، وكان عدده زهاء ستمائة فارس وكلهم أشداء البأس، فسير الأمير بني نكد يكمنون لهم في منتصف الطريق عند مكان يقال له السعديات بين الدامور والجية، فأكمنوا لهم برجالهم وكان عددهم جميعا مائتي رجل، فلما بلغ العسكر المكمن عند الصباح تعرض المكمنون لهم بالشر والوقيعة، فانقض العسكر عليهم انقضاض البزاة وقتل كثيرا منهم، وفي جملة القتلى عميدهم الشيخ أبو فاعور، وقبض على الشيخ محمود ابن الشيخ أبي فاعور وعلى الشيخ واكد، وترك الشيخ بشيرا جريحا طريحا بين القتلى بين حي وميت، حتى أتيح له كاهن من قرية الدبية كان مارا من هناك ورآه صريعا بين القتلى معرى من الأثواب يختلج بما فيه من رمق الحياة، فاعتنى به واحتمله إلى منزله في القرية، وأخذ يضمد جراحه، ثم أرسل إلى بني نكد في دير القمر يبشرهم بأن الشيخ لا يزال حيا عنده، فنقله ذوو قرباه إليهم وشكروا للكاهن اعتناءه به ووهبوه أرضا من ملكهم جزاء له عما صنعه بالجريح.
وأما الأمير فأراد أن يوهم الجزار أن تحكك بني نكد بعسكره كان على غير علم منه، ثم سأله إخلاء سبيل الشيخين اللذين أسرهما العسكر بفدية قدرها مائة ألف غرش، فأجاب الجزار التماسه، ولكن وقعت فتنة بسبب جعل تلك الفدية ضريبة على أهل البلاد، فأفضى ذلك إلى تداخل عسكر الجزار؛ إذ سار هذا العسكر إلى بيروت، ثم خرج فيها إلى قرى اللمعيين، فأحرق المكلس والد كوانة والجديدة وقتل بعضا من أهلها، ثم باغت الشويفات فارتد عنها خائبا، وحينئذ فقد الأمير ولايته على بيروت، ولما أراد عسكر الجزار أن يستولي على ما للأمير وللبنانيين من الأملاك في البقاع استيفاء لمبلغ تلك الفدية كبر ذلك منه على الأمير، فعاد الأمير واستمال إليه الأمراء اللمعيين بعد أن كان قد سخا فيهم بعسكر الجزار حتى ينتقم منهم؛ لما بدا منهم من المقاومة في توزيع ذلك المبلغ المروم افتداء الشيخين به، واصطلح معهم، ثم حشد عسكرا وزحف به لمقاتلة جماعة الجزار، فأدركه الفشل والاندحار في جميع المواقع بينه وبينهم، وقتل من أصحابه الشيخ سيد أحمد العماد والشيخ ظاهر عبد الملك وزين الدين مقدم حمانا وغيرهم من رجاله. ولما كانت سنة 1778 شاق بنو نكد الأمير يوسف متحيزين لأخويه الأمير سيد أحمد والأمير أفندي؛ وذلك لتراخيه في أمر إنقاذ الشيخين النكديين من سجن الجزار، وتحالف معهم الجانبلاطية على خلع الأمير، أما الأمير فمضى ببعض من بطانته من دير القمير إلى غزير، ولبث هناك حتى وقع شقاق بين المشايخ بني علوان وبني ابن عم لهم أفضى إلى قتله، فأتى الأمير الباروك يريد معاقبة المشايخ، ففروا من وجهه لاجئين إلى الجزار وزينوا للجزار أنهم يمهدون له سبيل الاستيلاء على البلاد، فعززهم الجزار بعسكر من عساكره، فساروا به من صيدا إلى لبنان، ولما بلغوا نهر الحمام غربي القرية غريفة لقيهم الشيخ كليب النكدي بجماعته، وبطش بهم فقتل منهم كثيرا، وردهم على أعقابهم خاسرين، ثم أعادوا الكرة على إقليم الخروب، وجرت موقعة بينهم وبين الشيخ بشير كليب النكدي ورجاله عند البرجين؛ فانتصروا على الشيخ وقتلوا كثيرا من قومه، ثم عادوا إلى صيدا. ولما كان الأمير قد كثر الناقمون عليه الولاية، وكان قد استحكم في قلبه الخوف من أخويه الأمير سيد أحمد والأمير أفندي وطن نفسه على التنازل لهما عن ولاية جبل الشوف حتى كان أن توفي زعيم الجانبلاطية الشيخ علي جانبلاط، فشهد الأمير مأتمه، ثم خلع نفسه من ولاية ذلك الجبل في حضرة أعيان البلاد، وألقى زمام الولاية إلى أخويه، وكتب في ذلك إلى الجزار، ثم عاد إلى غزير فأقرهما الجزار على الولاية بدير القمر.
وأما الأخوان فأقطعا أخاهما الأمير يوسف إقطاعات في كسروان لم يكلفا إليه مالا أميريا عنها، ولكن لم يلبث أن حدث شقاق بين الأخوين وبين أخيهما الأمير يوسف بسبب حادثة جرت له مع الأمراء اللمعيين، ثم تعاظم الشقاق؛ إذ بعث أخواه إليه يتقاضيانه المال الميري عن إقطاعه، فطرد رسلهما، فاتسع الخرق بينهما وبين أخيهما، وأفضى ذلك إلى محاربة جرت بينهما كان الجزار فيها معززا لأخوي الأمير يوسف، ثم مال إلى الأمير يوسف بمال استرضاه الأمير به ومبلغه مائة ألف غرش، فاستقام له الأمر، ثم سعى كبراء القوم إلى الصلح بينه وبين أخويه، فرضي عنهما وجعلهما مدبري أموره، ولكنهما لم يخلصا الود له بل كانا دائما يلتمسان سبيلا عليه، وقد هيجا الجانبلاطيين عليه؛ لأنه أحدث ضريبة على أشجار التوت، فأتى الجانبلاطيون ومن انضم إليهم من المشايعين عند السمقانية إلى ضواحي دير القمر يريدون عزل الأمير من الولاية وقتل مدبره الشيخ سعد، فكانت لهم غوغاء وجلبة يتخللها صوت البارود، فبعث إليهم الأمير يعدهم بإبطال تلك الضريبة، فسكنت ثورتهم وولوا كل إلى مكانه.
وأما الأخوان فلبثا يمكران بأخيهما ويتآمران مع الجانبلاطية على خلعه وقتل مدبره، وكاشفا في ذلك النكدية إلا أن الشيخ كليبا النكدي لم يركن إليهما، فكان يبوح للأمير بكل ما يتصل به من أمرهما، وحدث مرة أنهما بينما كانا ذاهبين إلى كنيسة التلة للتحالف على كيد الأمير إذ طلع عليهما المغاربة الذين كانوا مكمنين لهما بأمر الأمير يوسف، فبلت يدهم بالأمير أفندي فأمسكوه.
وأما الأمير سيد أحمد فلم ينجح إلا بشق النفس، ثم قاد المغاربة الأمير أفندي إلى أخيه الأمير يوسف، فقتله الأمير يوسف بيده واعتذر إلى جميع أقاربه في قتله؛ مبينا لهم الأسباب التي دفعته إلى قتله. ولما بلغ الأمير سيد أحمد الفار من أخيه إلى المختارة جعل يثير الناس على الأمير يوسف ويحرضهم على الخروج عليه، فانقاد له الجانبلاطية والشيخ عبد السلام العماد، وانضم الثائرون متوافقين على المسير إلى دير القمر لخلع الأمير يوسف، ونصب الأمير سيد أحمد في مكانه واليا عليهم، فلما أحس الأمير يوسف بذلك خرج من دير القمر في أربعمائة رجل إلى عكة هربا من أخيه، فحل الأمير سيد أحمد محله وأمر في النكدية أن تقطع أشجارهم فقطع جانب كبير منها، وأما الأمير يوسف فلاذ بالجزار والتمس منه أن يمده بقوة من عنده على أن يدفع إليه ثلاثمائة ألف غرش، فاستجاب الجزار له وأمده بعسكر عليه مملوكه سليم باشا، فخيم الأمير في قرية علمان من إقليم الخروب، وقد انضم إليه بنو نكد وبنو تلحوق وبنو عبد الملك وأخواه الأمير قاسم والأمير حسن، وأما الأمير سيد أحمد فسير الأمير قعدان في عسكر لمقاتلة الأمير يوسف، فالتقى الفريقان عند عانوت من إقليم الخروب واضطرمت نار الحرب بينهما، فانهزم الأمير قعدان، فتقدمت عساكر الأمير يوسف وهدمت مساكن الجانبلاطية، وجعل الأمير يده على أملاكهم، وكتب إلى خاله الأمير إسماعيل بحاصبيا أن يسلب الفارين إليه من الجانبلاطية أموالهم، ففعل وأرسلها إليه، وأما هم فخلى سبيلهم.
صفحة غير معروفة