ويتبين من هذا الكتاب أن الأمير المنذر لما تولى الإمارة بلغت غزواته أقاصي بلاد الروم، وإن وفاة الأمير النعمان ابن الأمير مسعود كانت في سنة أربع وستين للهجرة، وإنه كان صاحب إقدام وشجاعة، وإن أخاه الأمير المنذر التنوخي كانت وفاته في سنة 78 للهجرة وعمره ثمان وستون سنة أو دونها، وولي الإمارة بعده ولده الأمير بركات، وتوفي الأمير بركات بعد وفاة أبيه بثمان وعشرين سنة، وصار أمير لخم بعده ولده الأمير مالك، وهو أكبر من الأمير قابوس سنا. والأمير مالك هو الذي بايع للعباسيين وقتلهم مروان بن محمد الأموي، وتوفي الأمير مالك في سنة 134 هجرية وعمره ثمان وستون سنة، وولد له حسان والنعمان والمنذر وعبد الملك وأرسلان؛ فالأمير حسان توفي قبل وفاة أبيه بثماني سنين وولد الأمير خالدا، أما الأمير النعمان وهو الذي صار أمير لخم بعد والده، فتوفي في سنة 139، وولد الأمير عبد الله وتولى الإمارة بعده أخوه الأمير المنذر، والأمير عبد الملك توفي في سنة 137 وولد له الأمير فوارس.
ويتبين من الكتب الأخرى أنه في سنة 142 للهجرة قدم إلى جبال بيروت الأمير المنذر بن مالك وأخوه الأمير أرسلان وأولاد إخوتهم: الأمير خالد ابن الأمير حسان، والأمير عبد الله ابن الأمير النعمان، والأمير فوارس ابن الأمير عبد الملك.
وكان قدومهم بأمر أمير المؤمنين المنصور الخليفة العباسي، وكان أول نزولهم بحصن وادي تيم الله بن ثعلبة، ثم بالمغيثة، ثم نزلوا المضارب وتفرقوا بالبلاد، وأول من مات منهم الأمير خالد ابن الأمير حسان توفي في طردلا في شعبان سنة 164، وقام بعده ولده الأمير عمرو، وكان عمره اثنتين وأربعين سنة، ثم توفي الأمير أرسلان ابن الأمير مالك في سنة 171 للهجرة، وكان شجاعا بعيد المدارك. وأما أولاده فكانوا: مسعودا، ومالكا، وعمرا، ومحمودا، وهماما، وإسحاق، وعونا. وقد قرأ على الشيخ الأوزاعي عليه السلام، وتوفي الأمير منذر بن مالك، ولم يكن له سوى ابنة تزوج بها الأمير مسعود ابن الأمير أرسلان، فولد له منها الأمير هاني والأمير عيسى، ولما توفي جدهما سلمهما والدهما تركته وانتقل إلى حصن سلحمور، وأبقى عنده ولده الكبير الأمير محسن وهو من بنت الأشعث بن الغامر الداري.
وتوفي الأمير المنذر في حصن سلحمور الذي بناه في سنة 147، وكانت وفاته في سنة 184 وهي السنة الثانية من انتقال الأمير مسعود إلى الشويفات وسكناه بها. ولما توفي الأمير المنذر اجتمع الأمراء والشيوخ وولوا عليهم ابن أخيه الأمير مسعودا ابن الأمير أرسلان، وتوفي الأمير عون ابن الأمير أرسلان في الشويفات، ولم يولد له أحد، ولما توفي الأمير مسعود ابن الأمير أرسلان في سنة 223 للهجرة ودفن في الشويفات، اتفق الأمراء أن يولوا أخاه الأمير مالكا ابن الأمير أرسلان لحسن تدبيره وجودة عقله؛ فأبى ابن أخيه الأمير هاني ابن الأمير مسعود قبول ذلك، وطلب الإمارة لنفسه. وما زال الأمر بينهما على غير استواء حتى جمع كل منهما جماعة وتقاتلا في أراضي خلدة، فكانت الهزيمة للأمير مالك وأصحابه، فاضطر حينئذ إلى الرحيل، ورحل بأولاده إلى اللجون من أعمال فلسطين فلم يستقم أمره هنالك، فانتقل إلى مصر وتوطنها.
وتوفي الأمير عمرو ابن الأمير أرسلان وهو الذي أسره الروم من قرب ضريح الإمام أبي عمرو الأوزاعي، وكانت مدة غيبته بالأسر أربع سنين، ولما رجع كره الإقامة بعين التينة التي كان سكنها، وكانت وفاته في سنة 200 للهجرة، وولد الأمير زيدا والأمير جعفرا، وتوفي الأمير جعفر ولم يعقب ولدا، وتوفي الأمير محمود ابن الأمير أرسلان في خلدة وله الأمير الحسين، وكانت وفاته في سنة 215 للهجرة، وهي السنة التي اختلف فيها الأمير هاني وأخوه الأمير عيسى على تركة جدهما، ثم اقتسماها ورحل الأمير هاني إلى عرمون. وبعد سنتين بنى بها دارا كبيرة وجعله أبوه نائبا عنه لما سار مع الخليفة المأمون إلى مصر، وفي سنة 234 توفي الأمير محسن ابن الأمير مسعود ابن الأمير أرسلان ولم يعقب أحدا، وفي سنة 238 توفي الأمير هاني ابن الأمير مسعود، ولم يولد له سوى الأمير عامر ، وكان يلقب بالغضنفر أبي الأهوال؛ لشدة شجاعته.
حارب المردة أهل العاصية حروبا عظيمة، وربما لقب بالغضنفر لما أتاه في تلك الحروب، وقد اتصل أمره بالأمير خاقان التركي فكتب فيه كتابة حسنة، ولما توفي اجتمعت الأمراء، وأقاموا عليهم إبراهيم ابن الأمير إسحاق أميرا عليهم؛ لأنه كان أكبرهم وأسمى عقلا منهم، ولما قدم أمير المؤمنين المتوكل على الله إلى دمشق سار إليه فأقره على الإمارة، وعقد له لواء، وكتب له توقيعا بخطه. وبعد ذلك بسنتين توفي الأمير عيسى ابن الأمير مسعود، ودفن بتربة جده لأمه في سلحمور، وولد له الأمير غانم والأمير مسعود، وتوفي الأمير زيد ابن الأمير عمرو ابن الأمير أرسلان في سنة 249 وولد الأمير شدادا، وفي هذه السنة سار الأمير النعمان ابن الأمير عامر ابن الأمير هاني إلى الشام في طلب العلم، ومنها سافر إلى بغداد، وقرأ على أبي العباس المبرد وغيره من العلماء، وتوفي الأمير غانم ابن الأمير عيسى ابن الأمير مسعود في سنة 253 وعمره أربع وثلاثون سنة، وكان صاحب شجاعة وحذق يتقن رمي السهام، وولد الأمير إياسا والأمير كندة، وفي السنة الثانية من وفاته توفي الأمير فهم ابن الأمير همام ابن الأمير أرسلان بلا ولد، والأمير النعمان دخل جبل بيروت وأعماله في ربيع سنة 257، وحدث بينه وبين المردة حروب شديدة فاز بها عليهم فوزا عظيما، وبلغ خبرها أمير المؤمنين المعتمد على الله، فكتب له كتابا بخطه يقره على إمارته، وتوفي الأمير شداد ابن الأمير زيدان ابن الأمير عمرو في سنة 266، وولد له الأمير خالد والأمير أسعد والأمير أرسلان، ثم توفي الأمير خالد بلا ولد، وتوفي الأمير عامر والد الأمير النعمان سنة 272، والأمير إبراهيم وهو الذي كان أمير الغرب توفي سنة 280 وعمره خمس وتسعون سنة، وفي السنة الثالثة من وفاته اختلف ولداه الأمير محبوب والأمير هلال مع الأمير النعمان فقدما للشكاية عليه بدمشق، فلما وافيا وادي عين الحرير من أعمال البقاع سلط الله عليهما من قتلهما، ثم قتل أولادهما، وانتقل إلى دارهما في الفيجانية الأمير إياس ابن الأمير غانم ابن الأمير مسعود، وتوفي الأمير إياس بعد إقامته بالفيجانية سبع سنين، فكانت وفاته سنة 291 وولد الأمير عدوان والأمير نصرا والأمير غانما، وكان يلقب بأبي الفوز.
وفي هذه السنة نفسها توفي الأمير عون ابن الأمير عمرو في طردلا بلا ولد، وانقطعت به ذرية الأمير خالد، وفي هذه السنة أيضا توفي الأمير شداد ابن الأمير زيد، وتوفي الأمير معتب ابن أمير الدولة النعمان سنة 303، وفي سنة 312 مر بالسواحل أحمد بن محمد بن أبي يعقوب بن هارون الرشيد العباسي ومعه زوجه وبنوه، فلما وافى بيروت استقبله الأمير النعمان ودعاه لمنزله؛ فأقام عنده في بيروت والغرب زمنا غير قليل، ثم خطب منه النعمان ابنته السيدة كلثوم لولده الأمير المنذر فأزوجه منها، وأقامت معه زمنا طويلا وهي والدة الأمير تميم، وتوفي الأمير نصر ابن الأمير إياس ابن الأمير غانم سنة 319، وولد له الأمير عامر والأمير همام، فأما الأمير همام فإنه توفي وهو دون البلوغ، وتوفي الأمير عامر بلا ولد.
وتوفي بعد ذلك أمير الأمراء أبو حسام بن النعمان ابن الأمير عامر وعمره ثمان وتسعون سنة، وكانت وفاته سنة 325، وكان ينظم الشعر ويكتب جيدا متمكنا في النحو والحديث والفقه، أعلم أهل زمانه بفقه الأوزاعي ومالك، وله من التآليف «تيسير المسالك إلى مذهب مالك»، وله «الأقوال الصحيحة» في أصول مذهب الأوزاعي، وديوان شعر جامع. وقد امتدت شهرته ومدحته الشعراء، وجرت له وقائع كثيرة مع الأعداء المردة، ومنع الفرنج من الانتشار في السواحل، وكانوا قد نزلوا برأس بيروت وتلك النواحي سنة 303 فقاتلهم وأسر منهم ثمانية نفر، ثم فادى بهم بمن أسروه من الإسلام، وبسبب ذلك استقدمه إليه أمير دمشق وخلع عليه، وولد الأمير حساما والأمير المنذر والأمير معتبا، فتولى الإمارة بعده ولده الأمير المنذر، ثم توفي الأمير غانم ابن الأمير إياس سنة 333، وكان حسن الحظ سريعه يحسن صناعة الصب وجملة صنايع، وولد له الأمير طالب والأمير يعقوب، ثم توفي الأمير أبو محمود داود ابن الأمير أسعد ابن الأمير شداد سنة 350، وولد له أولاد أكبرهم الأمير محمود إلا أنه توفي وإخوته جميعا، ولم يتخلف وراءهم أحد، وفي هذه السنة الموافقة لسنة 961م بنى الأمير سيف الدولة المنذر في العمروسية من الشويفات دارا كبيرة وجامعا، ثم توفي الأمير أبو الصمصام عدوان ابن الأمير إياس بن الأمير غانم سنة 354، وكان فصيحا إلا أنه لا ينقاد لرأي أحد، ولم يولد له سوى الأمير هلال، وقيل: ولد له ولد سماه الأمير صمصاما توفي صغيرا وبه تكنى، ثم توفي الأمير مفرح ابن الأمير زيدان ابن الأمير أرسلان سنة 358، وهي السنة التي قدم فيها جعفر بن فلاح الكتامي، واستولى على الرملة وطبرية، وكتب إلى الأمير سيف الدولة يدعوه لبيعة مولاه المعز؛ فبعد أن استشار الأمير قومه وعشيرته أجابه جوابا لطيفا ليرى ما يكون، فلما استولى على دمشق سار إليه فخلع عليه وولاه بلاده، ولكن لم تطل بعد ذلك مدته ؛ إذ توفي سنة 360 وولد من كلثوم الأمير تميما والأمير مسعودا، وكان يحب العلم والعلماء مولعا بالنحو والفلك والحديث، فولي الإمارة بعده على أعماله ولده الأمير تميم، وتوفي الأمير زيدان سنة 360 وولد له الأمير طلحة والأمير مفرج، وفي هذه السنة استقل الأمير درويش ابن الأمير عمرو ابن الأمير الحسين ابن الأمير محمود بإمارة الجبل من قبل هفتكين التركي المستولي على دمشق، وسار الأمير تميم ابن الأمير المنذر مع الأمير ظالم بن مرهوب وابن شيخ من بيروت في البحر إلى القاهرة، وكان أمراء الغرب قد اقتسموا بينهم الغرب قبل ذلك بسنة عندما اختلفت الأحوال بسبب الحروب التي جرت بين هفتكين والقرامطة وبين القائد جوهر في عساكر مولاه المعز، وتحزب الأمراء الأرسلانيون كل قسم منهم لفريق.
وفي السنة الثانية قدم الأمير تميم مع أمير المؤمنين العزيز، ولما أسر هفتكين رد الأمير تميما إلى عمله، وتوفي الأمير يعقوب ابن الأمير غانم ابن الأمير إياس في سنة 372، ولم يولد له سوى الأمير ربيعة، وفي هذه السنة تظاهر الأمير فخر الدولة درويش بعد اختفائه، فأمنه الأمير تميم، ثم توفي في السنة الثانية، وقيل: توفي مسموما وعمره سبع وسبعون سنة، وولد له منصور وسليمان ومراد ومذحج وزهير وعمرو ومالك، ثم توفي الأمير هلال ابن الأمير عدوان ابن الأمير إياس سنة 377، وكان يكنى بأبي الغيث، وأعقب كعبا وأحمد، وتوفي الأمير ربيعة ابن الأمير يعقوب في سنة 383 مجذوما، وكان قبل ذلك شديد الذكاء. وفي هذه السنة ولى الأمير منجوتكين الأمير ناصر الدولة منصورا بيروت وجبل لبنان، وأخاه الأمير مذحجا صيدا، وسير أخاه الأمير زهيرا بكتب إلى القاهرة، وتوجه الأمير منصور مع منجوتكين التركي لمحاربة بني حمدان، ولما رجع منجوتكين عن بني حمدان جهز الأمير منصورا بجيش إلى الجبل، ففر تميم إلى بني حمدان، واستقل منصور بالإمارة، ثم لما هزم منجوتكين الأمير سليمان الكتامي قدم إليه تميم من حلب إلى دمشق فأكرمه وولاه طرابلس، وولى ولده الأمير مطوعا الغرب وبيروت، وولى الأمير غالب بن مسعود بن المنذر صيدا، وولى الأمير هارون ابن الأمير حمزة ابن الأمير سعيد ابن الأمير الحسين صورا، واختفى الأمير ناصر الدولة عند ابن الجراح بالرملة، ثم توفي الأمير عز الدولة تميم أبو مطوع ابن الأمير المنذر في سنة 387، وذلك بعد صرفه عن طرابلس بسنة، ولم يولد له سوى الأمير مطوع من زوجته سعدى ابنة الأمير إبراهيم ابن الأمير إسحاق ابن الأمير محمد ابن الأمير إبراهيم التنوخي اللاذقي. وفي سنة 390 / 999م توفي الأمير مسعود ابن الأمير المنذر عن تسع وأربعين سنة، وأعقب غالبا وتميما وحامدا ومحمودا، وفي سنة 393 / 1002م وقع القتال بين الأمير ناصر الدولة منصور والأمير مطوع؛ وذلك لأن الأمير بكارا كان أرسل فوعد الأمير ناصر الدين بالإمارة فحزب الأمير الناس إليه، وآل الأمر إلى القتال في مرتغون بالقرب من اليابس؛ فانهزم أصحاب الأمير منصور، وقتل هو وأخواه الأمير زهير والأمير عمرو، وجرح الأمير العباس ابن الأمير زهير فتوفي بعد أيام.
وولد للأمير المنصور عقيل وناصر وفاتك من عائشة ابنة الأمير صالح ابن الأمير هاشم ابن الأمير الحسن الفوارسي، وخارجة من صفية ابنة الأمير مفرج ابن الأمير دغفل بن الجراح الطائي الرملي، أما الأمير مطوع فاستقل بالإمارة وآمن بقية الأمراء فأقاموا بمحلاتهم ، وخالف الأمير مطوع بن بكار فحنق عليه، وكتب فيه إلى الخليفة، ثم توفي ابن بكار بعد أشهر فتولى دمشق مفلح اللحياني، فاستقبله الأمير مطوع إلى جاسم من حوران فأكرمه مفلح، وكتب فيه إلى الخليفة، فصدر الأمر بالعفو عنه. وفي سنة 400 / 1009م توفي الأمير فاتك ابن الأمير منصور، وله أربعة أولاد: عدي، وعمارة، وغازي، ونصر. وفي سنة 402 / 1011م توفي الأمير أبو بكر ابن الأمير حسام، وأعقب حساما وبه كني، وعامرا وجذيمة. وفي سنة 408 / 1017م توفي الأمير طعمة ابن الأمير غالب ابن الأمير مسعود وله علي وعثمان، وفي سنة 410 / 1019م توفي الأمير أبو الفضل مطوع ابن الأمير تميم ابن الأمير المنذر وله امرؤ القيس وهاني وموسى وبركات، وكان شجاعا مقداما غزير المعارف بالفقه والنحو والمنطق وحسن الخط، عاقلا كبير الدهاء؛ فتحزب أهل الغرب بعد وفاته حزبين: حزب طلب إمارة عماد الدين موسى ابن الأمير مطوع، والآخر إمارة أبي الفوارس معضاد ابن الأمير همام ابن الأمير صالح ابن الأمير هاشم الفوارسي، فآل الأمر إلى استواء موسى على الإمارة، وبعد سنة تنازل عنها للأمير أبي الفوارس. وفي سنة 415 / 1024م توفي الأمير مرة بن سليمان بن درويش وله المنذر وحمزة، ثم توفي الأمير أبو إسحاق إبراهيم ابن الأمير عبد الله ابن الأمير عمرو في سنة 420 / 1029م، وله أولاد منهم الأمير محمود، توفي قبل وفاة أبيه بثلاث سنين وعمره عشرون سنة. وفي سنة 420 أيضا توفي الأمير أبو بكر ابن الأمير المنذر ابن الأمير مرة ابن الأمير سليمان، وكان يتقن الصياغة، وله الأمير هشام والأمير إبراهيم. وفي تلك السنة نفسها توفي الأمير امرؤ القيس ابن الأمير مطوع، وولد له خزاعة وطعمة ومطوع، فتوفي خزاعة بلا ولد، وولد للأمير مطوع ولد توفي صغيرا، ثم توفي الأمير عامر بن أبي بكر بن حسام في سنة 423 وله سليم وسليمان، فتوفيا ولم يلدا أحدا. وفي هذه السنة نفسها توفي الأمير عدي بن فاتك بن منصور، ولم يولد له سوى ولد توفي صغيرا، وتوفي الأمير حمدان ابن الأمير محمود ابن الأمير مسعود ابن الأمير المنذر قبل ذلك بثلاث سنين. وفي سنة 428 توفي الأمير موسى الملقب بعماد الدين ابن الأمير مطوع وعمره اثنتان وثلاثون سنة، وأعقب عيسى وعونا، وفي سنة 432 توفي الأمير هارون بن حمزة بن سعد بن محمود وله سليم، ثم توفي الأمير سليم بلا ذكر، وفي هذه السنة توفي الأمير أبو الفوارس معضاد الفوارسي أمير الغرب، فتولى الإمارة بعده الأمير أبو الفضائل معروف بن علي بن عبد الله بن مذحج بن درويش، وأقام بالإمارة حتى توفي سنة 439، ثم انتقلت الإمارة إلى أبي الغارات شجاع الدولة عمر بن عيسى بن عماد الدين موسى، وولد للأمير معروف: امرؤ القيس، وغسان، وجعفر. وولد امرؤ القيس عمروا فتوفي عمرو، ولم يعقب أحدا، والأمير غسان ولد ولدا واحدا فولد ولده عدة أولاد توفوا جميعا بلا عقب، وتوفي الأمير أبو عدي حمزة بن مرة بن سليمان في سنة 435 وله عدي وطي، وفي هذه السنة توفي الأمير أبو سعد درويش بن مالك بن درويش عن ثلاثة وأربعين سنة، ولم يعقب أحدا، وتوفي الأمير عبد القادر بن نسيم بن مسعود والأمير سهل بن عقيل بن منصور والأمير هاني بن نصر بن منصور في سنة 440؛ توفوا جميعا بالطاعون فلم يعقبوا أحدا، وفي هذه السنة تولى المستنصر العبيدي ناصر الدولة بن حمدان أمير دمشق، وتجهز لقتال شمأل بن مرداس في حلب، بعث إلى الأمير عمر يستقدمه إليه فقدم بجماعته وصحبه إلى حلب، فحاربا ابن مرداس ورجعا خائبين، فقلد المستنصر بالله المذكور الأمير مظفرا الصقلي إمارة دمشق، وأمره بالقبض على ابن حمدان وأصحابه، فقبض عليه وعلى الأمير عمر وصادرهما واعتقلهما في صور ثم في الرملة، وولى الأمير مظفر الأمير شرف الدولة أبا سعيد قابوس بن فاتك بن منصور إمارة بيروت والغرب، وفيها صحب الأمير شرف الدولة هو ورجاله الخادم المأمور بحرب بني مرداس، وأقام نائبا عنه بالإمارة ابن عمه الأمير سعد الدولة طي بن حمزة بن مرة. وفي السنة التالية، قتل الأمير قابوس بحرب بني مرداس، وكان له ولد يسمى سعيد، فأفرج أمير المؤمنين عن ابن حمدان، وأرجع الأمير شجاع الدولة عمر إلى إمارته.
صفحة غير معروفة