وقد يعلل عن غيض بعض الينابيع وعودها إلى مجاريها في أوقات معلومات بأن لمثل هذه الينابيع أحواضا طبيعية في طبقات الأرض، تتحلب إليها المياه من أماكن كثيرة أوشالا وتتجمع فيها لتنفذ من منفذ على شكل الممص الذي تفرغ به السوائل من وعاء إلى وعاء أي على شكل قوس، فمتى امتلأت الحياض من تلك المياه المتحلبة إلى حدان يصير سطح المياه فيها موازيا لنقطة يجتمع عندها انعطاف القوس اندفعت نافذة في الممص حتى تبلغ في هبوطها سطحا يكون تحت تلك النقطة فينقطع؛ إذ ذلك جريها، وهكذا تكون ذات فترات تارة منتظمة وتارة غير منتظمة، وزمن فيضها يكون غالبا في الربيع لما أن السيول تملأ نخاريب الصخور والثلج يغشى قمم الجبال فيكثر تحلب المياه، وتمتلئ أحواض الينابيع، فيجري الماء منها عدا، ثم برضا، ثم يغيض غيضا كما يشاهد ذلك في ينبوع الأربعين شهيدا
6
المنصب في بحيرة اليمونة (أي اليم الصغير) وينبوع دير الحميراء في قضاء حصن الأكراد التابع لمتصرفية طرابلس.
ولنهر أنطلياس بالقرب من دير النبي إلياس جسر صغير بناه المغفور له رستم باشا سنة 1883.
نهر بيروت
بينه وبين نهر أنطلياس ميلان، وقد سماه بلين بحسبما اتفق عليه جمهور العلماء ماغوراس، وأصله نهران أحدهما مخرجه بالقرب من ترشيش وكفر سلوان، والآخر مخرجه بالقرب من فالوغا وحمانا، وهما يلتقيان في واد تحت دير القلعة، وقيل: مخرجه من أعلى جزيرة ابن معن، وأصله ينبوع منفجر بين صخرين في أصل واحد طوله أربعة أميال، ويسمى نبع القصير مصغرا من قصر بني هناك، ويؤخذ منه قنوات تسقي أراضي ساحل بيروت، وكان في ما سلف من الأيام القديمة يذهب منه قناة على قناطر تسمى قناطر زبيدة عجيبة الأساس والبناء.
ويقال إن الباني لها زبيدة أرملة أودناتوس؛ المسماة عند العرب بزينب
7
ومن هذه القناة ينفذ الماء في ثقب داخل صخر عظيم إلى قناة أخرى كبيرة حتى يبلغ بيروت، ولكن الآن لم يبق من تلك القناة إلا أثرها، وله جسر طويل بالقرب من البحر، وفي سنة 1291ه أنشأ عليه المغفور له رستم باشا جسرا شديد البناء مستكمل الإتقان، وذلك في مكان قريب من الحازمية يبعد مسافة ساعة عن الجسر القديم، ونقر فيه تاريخا وسماه الجسر الجديد، وكان قد أنشأ إلى جانبه حديقة كبيرة يأتيها الناس كل يوم تنزيها للخواطر، وهذا النهر يجري إلى الغرب، ثم يرتد إلى الشمال وينصب في بحر الروم بالقرب من خليج مار جرجس الواقع في مكان شرقي بيروت يبعد عنها نحو كيلو مترين وربع كيلو متر ومياهه تسقي سهل بيروت بقنوات عديدة.
نهر الغدير
صفحة غير معروفة