بغية المتطوع في صلاة التطوع
الناشر
دار الهجرة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
في هذا الحديث دليل على أن قيام الليل ليس بواجب، إذ لو كان واجبًا؛ لم يكتف لتاركه بهذا القدر، بل كان يذمه أبلغ الذم. (١)
عن علي بن أبي طالب؛ قال: إن رسول الله ﷺ طرقه وفاطمة بنت النبي ﵇ ليلة، فقال: " ألا تصليان؟ " فقلت: يا رسول الله! أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا؛ بعثنا، فانصرف حين قلت ذلك، ولم يرجع إلي شيئًا، ثم سمعته وهو مول يضرب فخذه وهو يقول: " وكان الإنسان أكثر شيء جدلًا". متفق عليه. (٢)
قلت: ولو كان قيام الليل واجبًا، لما عذره بقوله ذاك، والله أعلم. (٣)
عن عائشة أم المؤمنين ﵂: أن رسول الله ﷺ صلى ذات ليلة في المسجد، فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة، فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة، فلم يخرج إليهم رسول الله ﷺ، فلما أصبح؛ قال: " قد رأيت الذي صنعتم، ولم يمنعني من الخروج إليكم؛ إلا أني خشيت أن تفرض عليكم، وذلك في رمضان ". متفق عليه. (٤)
_________
(١) انظر: " فتح الباري " (٣/٣٨) .
(٢) حديث صحيح.
أخرجه البخاري في (كتاب التهجد، باب تحريض النبي ﷺ على صلاة الليل والنوافل من غير إيجاب، حديث رقم ١١٢٧) واللفظ له، وله عنده مواضع أخرى تحت الأرقام التالية: (٤٧٢٤، ٧٣٤٧، ٧٤٦٥)، وأخرجه مسلم في (كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب ما ورد فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح، حديث رقم ٧٧٥) .
(٣) انظر: "فتح الباري " (٣/١١)
قلت: وقد بوب عليه البخاري: "باب تحريض النبي ﷺ على قيام الليل والنوافل من غير إيجاب".
(٤) حديث صحيح.
أخرجه البخاري في (كتاب التهجد، باب تحريض النبي ﷺ على قيام الليل والنوافل،
ص٥٠
حديث رقم ١١٢٩)، وطرفه تحت (رقم ٢٠١٢)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في (كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، حديث رقم ٧٦١) والرواية المشار إليها له.
1 / 49