الأعمال الصالحات التي يجري للإنسان أجرها وثوابها بعد الممات

أحمد بن محمد الحجاجي ت. غير معلوم
69

الأعمال الصالحات التي يجري للإنسان أجرها وثوابها بعد الممات

الناشر

دار العاصمة للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م

مكان النشر

اليمن

تصانيف

الصورة الخامسة: وأما الصورة الخامسة من مسارعة الصحابة ﵃، وتسابقهم في فعل الصدقة الجارية ما جاء عن ثمامة بن حَزْنٍ القشيري، قال: شهدت الدار حين أشرف عليهم عثمان ﵁، فقال: أنشدكم بالله هل تعلمون أن رسول الله ﷺ قدم المدينة وليس بها ماء يستعذب غير بئر رومة، فقال: «من يشتري بئر رومة فيجعل دلوه فيها مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة»، فاشتريتها من صلب مالي فجعلت دلوي فيها مع دلاء المسلمين …، قالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون أني جهزت جيش العسرة من صلب مالي؟، قال: قالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم الله والإسلام هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله فقال رسول الله ﷺ: «من يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد بخير له منها في الجنة»، فاشتريتها من صلب مالي فزدتها في المسجد …،» الحديث (^١). فانظر أخي الكريم الى هذه المسارعة والمسابقة من عثمان ﵁ في فعل الأعمال الصالحات والصدقات الجاريات، فما تكلم الرسول ﷺ بأمر مما يحتاج فيه إلى مال، إلا كان عثمان ﵁ سباقا إلى فعل ذلك الأمر، ببذل ماله في وجوه الخير صدقة جارية يرجو أجرها وثوابها عند الله في الجنة، وكأن لسان حاله يقول كما قال الشاعر:

(^١) سنن الدارقطني (٥/ ٣٤٨) رقم (٤٤٣٧).

1 / 74