الأعمال الصالحات التي يجري للإنسان أجرها وثوابها بعد الممات
الناشر
دار العاصمة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م
مكان النشر
اليمن
تصانيف
تنبيه هام:
لابد من توفر شرطين أساسيين في كل ما ينوي به المسلم من وقف، أو صدقة جارية مما ينتفع الناس به؛ لكي يحصل له الأجر والثواب كاملًا تامًا، ويكون هذا العمل مقبولا عند الله تعالى، وهما:
الشرط الأول: أن يكون هذا العمل خالصا لله تعالى وحده لا شريك له، فلا ينوي به صاحبه رياء ولا سُمعة ولا شهرة ولا لأجل أن يقال فلان عمل كذا أو صنع كذا؛ بل يجعل ما عمل من وقف، أو صدقة جارية، أو غير ذلك من الأعمال الصالحة، خالصا لله تعالى لا يرجو من أحد جزاء ولا شكورا على ذلك العمل، ولذلك قال تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: ١١٠]، وقال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: ٥]، والأدلة على ذلك كثيرة جدا.
فالإخلاص لله شرط قبول كل العبادات والطاعات، فعن عمر بن الخطاب ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لأمرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه»» (^١)، وعن
_________
(^١) متفق عليه: أخرجه البخاري (١/ ٦) رقم (١) ورقم (٦٦٨٩)، مسلم رقم (١٩٠٧).
1 / 61