الأعمال الصالحات التي يجري للإنسان أجرها وثوابها بعد الممات
الناشر
دار العاصمة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م
مكان النشر
اليمن
تصانيف
فيه» (^١)، وصح عنه ﷺ أنه كان يزور المقابر ويدعو لأهلها، ويأمر أصحابه بذلك، فهذه دلالة الكتاب والسنة على انتفاع الإنسان بدعاء غير ولده له، وأما الإجماع: فقد أجمع المسلمون على ذلك إجماعًا قطعيًا فما زالوا يصلون على موتاهم، ويدعون لهم وإن لم يكونوا من آبائهم" (^٢). انتهى
فضل الدعاء:
الدعاء من العبادات التي أُمرنا أن نتعبد الله بها؛ ولذلك جاء عدد من الأدلة من الكتاب والسنة تبين فضله، وأهميته، نذكر بعضا منها:
قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: ٦٠]، وقال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: ١٨٦]، وقال تعالى: ﴿إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ﴾ [الطور: ٢٨]، والأدلة من السنة كثيرة نذكر بعضًا منها:
فعن النعمان بن بشير ﵁، عن النبي ﷺ قال: «الدعاء هو العبادة، ﴿قال ربكم ادعوني أستجب لكم﴾ [غافر: ٦٠]» (^٣)، وعن سلمان الفارسي رضي الله
(^١) أخرجه مسلم عن ابن عباس (٢/ ٦٥٥) رقم (٩٤٨)
(^٢) مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (١٧/ ٢٧٢).
(^٣) أخرجه أبو داود (٢/ ٧٦) رقم (١٤٧٩) قال الألباني: حديث (صحيح) صحيح أبي داود (٥/ ٢١٩) رقم (١٣٢٩).
1 / 144