مناظرات ابن تيمية لأهل الملل والنحل
الناشر
مطابع أضواء المنتدى
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
تصانيف
ولقد اعترف خصومه بشجاعته، فقالوا عنه: "هذا رجل محجاج خصِم، وماله قلوب يفزع من الملوك، وقد اجتمع بقازان ملك التتر وكبار دولته، وما خافهم (١) .
وكثيرًا ما يقرر شيخ الإسلام أن صلاح بني آدم لا يتم في دينهم ودنياهم إلا بالشجاعة والكرم (٢)، وكان يقول أيضًا: " فلا تتم رعاية الخلق وسياستهم إلا بالجود الذي هو العطاء، والنجدة التي هي الشجاعة، بل لا يصلح الدين والدنيا إلا بذلك " (٣) .
٤- أكّد ابن تيمية - في غير موضع - على أصل الاتباع لرسول الله ﷺ، وحذّر من البدع والمحدثات، ومن ذلك: تطويق أغلال الحديد في أعناقهم على سبيل التعبد، فلا يصح التقرّب بذلك إلى الله تعالى، لأن عبادة بما لم يشرعه ضلالة (٤) .
يقول شيخ الإسلام - في هذا الشأن -: " فهذا أصل عظيم تجب معرفته والاعتناء به وهو أن المباحات إنما تكون مباحة إذا جعلت مباحات، فأما إذا اتخذت واجبات أو مستحبات كان ذلك دينًا لم يشرعه الله، ولهذا عظم ذم الله في القرآن لمن شرع دينًا لم يأذن الله به (٥) ".
_________
(١) . الجامع لسيرة ابن تيمية ص ٩٢
(٢) . انظر: الاستقامة ٢/ ٢٦٩
(٣) . مجموع الفتاوى ٢٨/٢٩١
(٤) . انظر: مجموع الفتاوى ١١/٤٥٠
(٥) . مجموع الفتاوى ١١/ ٤٥١ = باختصار
1 / 56