9
ثار أهل المدينة بقيادة عبد الله بن حنظلة الغسيل ووثبوا على الأمويين وأحزابهم فيها، فأجبروا على الهرب والالتجاء إلى دار مروان بن الحكم - في ظاهر المدينة - وهي حصينة متينة الأركان، وأخذوا يرسلون الكتب إلى يزيد يسألونه بها المعونة والإمداد، فمن رسائلهم إليه: «... أما بعد فإنا قد حصرنا في دار مروان بن الحكم ومنعنا العذب ورمينا بالحبوب، فيا غوثاه يا غوثاه.»
10
فجهز إليهم يزيد جيشا قويا بقيادة مسلم بن عتبة المري، ويقول عنه الفخري: «إنه أحد جبابرة العرب وشياطينهم»،
11
واستمالت الحكومة الناس لقتال الحجازيين بما وهبته لهم من الأموال، فنادى مناديها في الشام: «سيروا إلى الحجاز على أخذ أعطياتكم كملا ومعونة مائة دينار توضع في يد الرجل من ساعته، فانتدب لذلك اثنا عشر ألف رجل»،
12
ويقدر المؤرخون عدد هذا الجيش باثني عشر ألفا.
استعرض يزيد الأول الجيوش الأموية في دمشق قبيل خروجها لإخماد الثورة في المدينة، فأتى إلى الخيل يتصفحها وينظر إليها وهو متقلد سيفا متنكب قوسا عربية، وأخذت الفرق تمر أمامه ومعها راياتها، وكان واقفا على نشز من الأرض يحيط به الحرس الفرسان،
13
صفحة غير معروفة