درج الدرر في تفسير الآي والسور
محقق
(الفاتحة والبقرة) وَليد بِن أحمد بن صَالِح الحُسَيْن، (وشاركه في بقية الأجزاء)
الناشر
مجلة الحكمة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
مكان النشر
بريطانيا
تصانيف
(١) الكفار مخاطبون بالشرائع، فما كان قبل بعثة نبينا محمَّد ﷺ يكون الخطاب لكل أمة بمن يرسل إليهم من الرسل، حتى إذا ما ختم الأنبياء والرسل بنبينا محمَّد ﷺ فكانت بعثته ﵊ إلى الناس عامة فكان الخطاب موجهًا إلى كافة الإنس والجن بدون استثناء. قال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا. . .﴾ [الأعراف: ١٥٨] أما ما ذكره المؤلف من شرط تقديم الإيمان عند توجيه الخطاب لا يوافق عليه - والله أعلم - فالخطاب موجّه حتى للمنكرين الأنبياء ودعوتهم فلا يشترط أن يكونوا مؤمنين بالأنبياء حتى يوجّه الخطاب لهم فالله ﷿ وجّه الخطاب لكفار قريش وكثير منهم ينكر نبوّة محمَّد ﷺ وينكر دعوته وما جاء به. (٢) الاستفهام هنا الذي بمعنى التوبيخ موجّه إلى أحبار اليهود بمعنى "تنهون الناس عن الكفر بما عندكم من النبوّة والعُهْدة من التوراة وتتركون أنفسكم" وهذا المعنى هو الذي صحّ عن ابن عباس ﵄ في توجيه هذه الآية فيما رواه الطبري في تفسيره (٢/ ٧)، وعلى هذا التفسير يتوجّه أن يكون المراد بقوله ﴿وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ﴾ التوراة. ولا مانع من تعميم من اتصف بمثل هذه الصفة أن يوبخ بمثل هذا التوبيخ كمن يأمر الناس بالتمسك بدين الله وهو بعيد عن التحلّي بهذا الدين. قال أبو العتاهية: وصفتَ التُّقَى حتَّى كأنَّكَ ذو تُقى ... وريحُ الخطايا من ثيابِكَ تسطعُ وقال أبو الأسود الدُؤَلي: لا تَنْهَ عَنْ خلقٍ وتأتيَ مثله ... عارٌ عليك إذا فَعَلْتَ عظيمُ وابدأ بنفسك فانهها عن غَيِّها ... فَإِن انتهتْ عنه فأنتَ حكيمُ فهناكَ يُقْبَلُ إن وَعظتَ ويُقْتَدَى ... بالقولِ منكَ وينفعُ التعليمُ (٣) (أنفسكم) ليست في (ب).
1 / 159