وحسبهم خزيهم عند محمد ( صلى الله عليه وسلم ) يوم المحشر وخزيهم عند الله - عز وجل - ، إذ نصبوا إلها آخر غير الله رب العالمين ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون ، وغرهم أيضا مجاورتم النصارى بأرمينية واقتبسوا منهم هذين المذهبين الخبيثين ، وهم دون سبعين فرقة كلهم إلى النار .
وأما المجسمة : فحسبهم رجوعهم إلى دين آبائهم الأولين ، وعبادتهم الأصنام والأشباح والأجساد والأشخاص كسيرة أجدادهم الماضين ، فأبطلوا معنى قول الله تعالى : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) .
وأما المشبهة : فحسبهم رجوعهم إلى أعقابهم إلى إخوانهم المجسمة وتسليط المهدي عليهم ، فقطع دابر القوم الذين ظلموا ، والحمد لله رب العالمين .
وآحاد الأفراق بعد هؤلاء نصيبهم في المحشر ( يوم لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) .
ولم يؤيس رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من الشفاعة إلا الطائفتين المذكورتين ، لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء .
باب في ذكر المذاهب والآراء والاختلاف والائتلاف
اعلم أن الله تبارك وتعالى جعل لهذه الأمة في الشريعة نصيبا وافرا ولم يجعله لأمة من الأمم قبله .
وقال الله عز من قائل : ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلا ) . فذكر استنباطهم في معرض الامتنان على الخليقة والمدح لهم والهداية على أيديهم .
صفحة ٥٨