الدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني

Abu Yacqub Warjalani ت. 570 هجري
131

الدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني

تصانيف

وذهب عنهم النظر بالبصيرة إلى التفرقة بين الوجود والإيجاد والفعل والخلق فحادوا لما تخيل إليهم من قبح الأفعال والفحش والكذب ، ولم يبق إلا أن يقولوا : إن البول والغائط خلقهما لا خلق الله ، فلولا ما كانا قبيحين لانتحلوهما ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له .

وأما المارقة وهم الخوارج ، فلن يخفى على عاقل بسيرة ما ساروا في أهل الإسلام ، كسيرة أهل الإسلام في أهل الأوثان والأصنام ، كأنما بعث إليهم رسول آخر غير محمد عليه السلام .

وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : (( إن ناسا من أمتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، فتنظر في النصل فلا ترى شيئا ، وتنظر في القدح فلا ترى شيئا ، وتنظر في القديدة فلا ترى شيئا ، وتتمارى في الفوق )) ، وفي حديث آخر : (( يخرج من ضئضئ هذا أناس يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية )) ، إلا أن الشفاعة قد أيأس منها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) طائفتين من أمته وهم القدرية والمرجئة وقال : (( طائفتان من أمتي لا تنالهما شفاعتي )) .

وأما الأفراق الثلاثة التي نص عليها الأولياء والصالحون ، فهم الرافضة والمجسمة والمشبهة .

أما الرافضة فأنهم ذهبوا على مذهب النصارى في المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ، فعزوه إلى الألوهية ، فذهبوا في أولاده مذهب بني إسرائيل المحققين في تعظيم أنبيائهم فعظموا أولاد علي وعزوهم إلى النبوة ، وأبطلوا فائدة قول الله - عز وجل - في محمد عليه السلام : ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) .

صفحة ٥٧