181

ضعيف موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان

الناشر

دار الصميعي للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م

مكان النشر

الرياض

تصانيف

يدان لي في تغييبك! قال: أَبشري ولا تبكي، فإِنّي سمعتُ رسول الله ﷺ يقول:
"لا يموتُ بين امرأين مسلمين ولدان أو ثلاثة، فيصبران ويحتسبان فيريان النارَ أَبدًا"، وإنّي سمعتُ رسولَ اللهِ ﷺ يقول لنفرٍ أَنا فيهم:
"ليموتنّ رجلٌ منكم بفلاةٍ من الأَرضِ، يشهده عصابة من المؤمنين".
وليس من أُولئك النفر أَحدٌ إِلّا وقد ماتَ في قرية وجماعة، فأَنا ذلك الرَّجل، والله ما كَذَبْتُ ولا كُذِبتُ، فأَبصري الطريقَ.
[فقلت: أنّى! وقد ذهبت الحجّاج وتقطعت الطرق؟! فقال: اذهبي فتبصري].
قالت: فكنت أشتد (١) إِلى الكثيب أَتبصرُ الطريق، ثمَّ أَرجع فأُمرّضه، فبينما هو وأَنا كذلك؛ إِذ أَنا برجال على رحلهم كأنهم الرَّخَم (٢)، تَخُبُّ بهم رواحلُهم.
قالت: فأسرعوا إليَّ حتى وقفوا عليَّ فقالوا: يا أمة الله! ما لك؟ قلت: امرؤ من المسلمين يموتُ [فـ] تكفِّنونه.
قالوا: ومن هو؟ قلت: أبو ذر.
قالوا: صاحب رسول الله ﷺ؟ قلت: نعم. ففدوه بآبائهم وأمهاتهم،

(١) كذا في الأَصل، وقال في الحاشية: "أَي: أصعد"، وكذلك وقع في "الإحسان" (٨/ ٢٣٦ - بيروت)، وفي طبعة المؤسسة (١٥/ ٦١): أَشتَدُّ، وكذا في "دلائل النبوّة" (٦/ ٤٠١)، وهذا هو الأَقرب؛ ففي "الطبقات" و"الحلية": فكانت تشتدُّ، وفي رواية أُخرى في "الإحسان": فكنتُ أَجيء.
(٢) نوع من الطير معروف، واحدته (رخْمَة)؛ وهو موصوف بالقذر، كأن المقصود أن عليهم وعثاء السفر.

1 / 181