ضعيف الترغيب والترهيب
الناشر
مكتبة المعارف للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
أعلم بما نتناجى، فقال عبادةُ بن الصامت: لئن طال بكما عُمُرُ أحدِكما أو كلاكما لتوشِكان أن تريا الرجلَ من ثَبَج المسلمين -يعني من وَسط-، قرأ القرآن على لسان محمدٍ ﷺ، فأعاده (^١) وأبداه، فأحلَّ حلَاله، وحرَّمَ حرامه، ونَزل عند منازِلِه، لا يَحُورُ منه إلا كما يحور رأسُ الحمار الميت (^٢).
قال: فبينما نحن كذلك إذ طلع علينا شدّادُ بنُ أوسٍ وعوف بنُ مالكٍ ﵄، فجلسا إليه، فقال شدادُ: إن أخوفَ ما أخاف عليكم أيها الناس لَما سمعت من رسول الله ﷺ يقول:
"من الشهوةِ الخفيةِ والشركِ".
فقالَ عبادةُ بن الصامتِ وأبو الدرداء: اللهم غُفْرًا، أَوَ لَمْ يَكُنْ رسولُ الله ﷺ قد حدثنا:
"إن الشيطان قد يئس أن يُعبَدَ في جزيرة العرب"؟
فأَما الشهوة الخفية فقد عرفناها، هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها، فما هذا الشرك الذى تخوفنا به يا شداد؟!
فقال شداد: أرأَيتَكُمْ (^٣) لو رأيتمُ رجلًا يصلي لرجلٍ، أو يصومُ لرجلٍ، أو يتصدَّق له [أترون أنه قد أشرك؟ قالوا: نَعم والله، إنه من صلى لرجلٍ أو صامَ له أو تصدقَ له] (^٤) لقد أشرك.
[فقال شداد: فإني قد سمعت رسول الله ﷺ يقول:
_________
(^١) في الأصل ومخطوطة الظاهرية: (قد أعاده)، والتصويب من "المسند" و"النهاية".
(^٢) (الحورة): الرجوع: أي: لا يرجع منه بخير ولا ينتفع بما حفظه من القرآن، كما لا ينتفع بالحمار الميت صاحبه.
(^٣) في الأصل وغيره مثل مطبوعة الثلاثة: (أرأيتم)، وهو خطأ.
(^٤) زيادة من "المسند".
1 / 27