دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه
محقق
حسن السقاف
الناشر
دار الإمام النووي
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤١٣ هجري
مكان النشر
الأردن
( نعم وتقاة الله أشرف خلقه
ولا خير في قول إذا ضيع الفعل )
( قنوعي بما يكفي يقيني من الأذى
وبعد يقيني بالمقادير لا ذلوا )
( وأحسن من علم تراما بأهله
إلي بمخلوق يماثله الجهل )
( وأسكن قلبي حب كل محقق
يعشق كما قد تعشق الأعين البخل )
( وبغداد داري ليس يغبن أهلها
وماجهم إلا لمن ما له شكل )
( وكل النواحي أشحنتها فضائلي
أقر بفضلي الريف والحزن والسهل )
( وذكري وراء النهر بالفضل وافد
وفي المغرب الأقصى وما بلغت ابل )
( ولما تأملت المذاهب كلها
طلبت الأسد في الصواب وما أغلو )
( فألفيت عند السير قول ابن حنبل
يزيد على كل المذاهب بل يعلو )
( وكل الذي قد قاله فمشيد
بنقل صحيح والحديث هو الأصل )
( وكان بنقل العلم أعرف من روى
بقوم من السادات ما شأنهم عظم )
( ومذهبه ألا يشبه ربه
ويتبع في التسليم من قد مضى قبل )
( فقام له الحساد من كل جانب
فقام على رجل الثبات وهم زلوا )
( وكان له أتباع صدق تتابعوا
فكم أرشدوا نحو الهدى وكم دلوا )
( وجاءك قوم يدعون تمذهبا
بمذهبه ما كل زرع له أكل )
( فلا في فروع يثبتون لنصرة
وعندهم من فهم ما قاله شغل )
( إذا ناظروا قاموا مقام مقاتل
فواعجبا والقوم كلهم عزل )
( قياسهم طردا إذا ما تصدروا
وهم من علوم النقل أجمعها عطل )
( إذا لم يكن في النقل صاحب فطنة
تشابهت الحياة وانقطع الحبل )
( ومالوا إلى التشبيه أخذا بصورة
لما نقلوه في الصفات وهم غفل )
( وقالوا الذي قلناه مذهب أحمد
فمال إلى تصديقهم من به جهل )
( وصار الأعادي قائلين لكلنا
مشبهة قد ضرنا الصحب والخل )
( فقد فضحوا ذاك الإمام بجهلهم
ومذهبه التنزيه لكن هم اختلو )
( لعمري لقد أدركت منهم مشايخا
وأكثر من أدركتهم ما له عقل )
( وما زلت أجلوا عندهم كل خصلة
من الإعتقاد الرذل كي يجمع الشمل )
( تسموا بألقاب ولا علم عندهم
موائدهم لا حرم فيها ولا حل )
( موائدهم لا يلحق الخل بقلها
وإن شئت لا خل لديهم ولا بقل )
صفحة ٢٧٦