يتبين للقارئ الكريم كيف تنقاد النفوس الدنيئة للهوى ، وتكون أسيرة له حتى يفضي بها إلى تطبيق الأحكام حسب الشهوة كتضليل وتفسيق المحق ، وأخلق بمن كان على هذه الصفة أن لا يؤبه له ولا يعبأ بأحكامه ، إذ ليست أحكام الشريعة منوطة بالشهوات ، وإنما هي جاءت بالنهي عن الهوى والهوى مهلك : { فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين } ( القصص / 50) يجعل ستر المروءة مهتوكا ، ومدخل الشر مسلوكا ، إن كان الذين يسعون لإسعاد الأمة بنشر العلم وإعزاز كلمة الله ومقاومة الأباطيل والوقوف في وجه الظلم ضالين بهذه الأعمال فمن هو المهتدي المستقيم ؟ أهم الخونة الذين لا يفترون عن السعاية بالناس ظلما وعدوانا ؟ أم هم الذين يحملون الناس على البقاء في الجهل ونبذ العلوم ؟
فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون } ( الأنعام / 125 )
صفحة ٩٦