الأئمة الذين الامر كله لهم، وهم ولاته، وهذا بين لمن تدبره، ولا يقرن الله عز وجل بطاعته وطاعة رسوله طاعة من لا يجوز أمره في كل ما يجوز وينفذ فيه أمر الله عز وجل وأمر رسوله عن إقامة أحكام الله عز وجل في أرضه، فيؤمر الخلق (1) بالسمع والطاعة لهم، وقول من قال من العامة إنهم أمراء السرايا وإنهم العلماء يرجع إلى قولنا هذا، لان أمراء السرايا مأمورون بطاعة الأئمة وهم أمروهم وبتأميرهم استحقوا طاعة من قدموا عليه، وقول من قال هم العلماء، فالأئمة هم العلماء بالحقيقة، والعلماء دون الأئمة، والأئمة بالحقيقة أعلى العلماء في العلم منزلة وأجلهم علما.
وروينا عن جعفر بن محمد صلوات الله عليه أن الحسن بن صالح بن حي وعلي بن صالح بن حي سألاه عن قول الله عز وجل (2): يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم، من أولو الامر؟ فقال: العلماء، فلما خرجا من عنده قال علي بن صالح: ما صنعنا شيئا، ألا كنا سألناه من هؤلاء العلماء؟
فرجعا إليه فسألاه، فقال: الأئمة من أهل بيت رسول الله (صلع). وعن أبي جعفر محمد بن علي صلوات الله عليه أنه قال في قول الله عز وجل (3): ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم، قال: هم الأئمة من أهل بيت رسول الله (صلع) جعلهم الله أهل العلم الذين يستنبطونه (4)، ثم أوجب طاعتهم، فقال: (5) أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم.
وروينا عن جعفر بن محمد صلوات الله عليه أنه سمع رجلا يطوف بالبيت وهو يقول:
اللهم اجعلني من (6) الذين إذا ذكروا بآياتك (7) لم يخروا عليها صما وعميانا، رب (8) اجعلني من الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما، فقال له أبو عبد الله (ع م) لقد سألت ربك شططا، سألته أن يجعلك إماما للمتقين مفترض الطاعة،
صفحة ٢٤