لهم ذلك في سنته وأمر الله عز وجل بالولاية فقال: (1) إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، ففرض الله ولاية ولاة الامر فلم يدروا ما هي فأمر الله نبيه عليه السلام أن يفسر لهم ما الولاية مثل ما فسر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحج، فلما أتاه ذلك من الله عز وجل ضاق به رسول الله (صلع) ذرعا وتخوف أن يرتدوا عن دينه وأن يكذبوه، فضاق صدره وراجع ربه فأوحى إليه: (2) يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس، فصدع بأمر الله وقام بولاية أمير المؤمنين على ابن أبي طالب صلوات الله عليه يوم غدير خم ونادى لذلك: الصلاة جامعة (3) وأمر أن يبلغ الشاهد الغائب وكانت الفرائض ينزل منها شئ بعد شئ، تنزل الفريضة ثم تنزل الفريضة الأخرى وكانت الولاية آخر الفرائض فأنزل الله عز وجل (4): اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا، قال أبو جعفر: يقول الله عز وجل:
لا أنزل عليكم بعد هذه الفريضة فريضة قد أكملت لكم هذه الفرائض، وروينا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: أوصى من آمن بالله وبي وصدقني بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، فإن ولاءه ولائي، أمر أمرني به ربى وعهد عهده إلى وأمرني أن أبلغكموه عنه، وروينا أيضا (5) عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أنه قال: لما أنزل الله عز وجل: (6) وأنذر عشيرتك الأقربين، جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنى عبد المطلب على فخذ شاة وقدح من لبن، وإن فيهم يومئذ عشرة، ليس منهم رجل إلا أن يأكل الجذعة ويشرب الفرق (7) وهم بضع وأربعون رجلا، فأكلوا حتى صدروا، وشربوا حتى ارتووا وفيهم يومئذ أبو لهب، فقال لهم رسول الله (صلع): يا بنى عبد المطلب، أطيعوني
صفحة ١٥