دعائم التمكين
الناشر
الجامعة الإسلامية
رقم الإصدار
العدد المائة وعشرة-السنة الثانية والثلاثون
سنة النشر
١٤٢٠هـ/٢٠٠٠م
مكان النشر
المدينة المنورة
تصانيف
فإذا قيل: علة اهتمام القرآن بأجزاء الصلاة وإطلاقها على كل الصلاة ظاهرة لا تخفى، فما عِلَّة اهتمامه باسم (الصلاة) وإطلاقها على غيرها؟
فالجواب: إنَّ المتأمل في المعاني التي أطلق عليها لفظ الصلاة يجدها لا تعدو أربع حالات:
الأولى: استعمال كلمة (الصلاة) في معناها الأصلي (الدعاء)، ومنه الاستغفار.
الثانية: إطلاق الكل على البعض، مثل إطلاق الصلاة على صلاة الخوف.
الثالثة: إطلاق الصلاة على بيوت الصلاة.
الرابعة: إطلاق لفظ الصلاة على غيرها؛ لإظهار الصلة الوثيقة بين المعنيين وجعل اللفظ (الصلاة) بمثابة الرباط القوي بينهما، الذي يجعلهما – كالشيء الواحد الذي لا ينفصل بعضه عن بعض – كإطلاق لفظ الصلاة على الدين في: ﴿أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ﴾ ١ أو على الإسلام في: ﴿فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى﴾ ٢ أي: ولا أسلم. وفي هذا بلا شك كشف للتلازم بين الصلاة والدين، أو الصلاة والإسلام، أو إطلاقها على المغفرة في قوله -تعالى- ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ﴾ ٣، أو على الرحمة في قوله -تعالى-: ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَة﴾ ٤.
وفي هذا إشارة هامة إلى أثرين من آثار الصلاة على العباد، وكأنَّ المغفرة والرحمة لازمتان من لوازم الصلاة المقبولة لا ينفكان عنها. ولذلك ورد في الحديث: " الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن" ٥.
_________
١ هود: ٨٧
٢ القيامة: ٣١
٣ الأحزاب: ٤٣
٤ البقرة: ١٥٧
٥ صحيح مسلم ١/٢٠٩
1 / 59