لو مستهم سيوف أهل الحق تهافتوا تهافت الفراش في النار ولرايتموهم كالجراد في اليوم الريح العاصف الا فاستشعروا الخشية وتجلببوا السكينة وادرعوا اللامة واقلقوا الأسياف في الغماد قبل السل وانظر الشزر واطعنوا الوخز وتناوحوا بالطبنى وصلوا السيوف بالخطى والرماح بالنبل وعاودوا أنفسكم الكر واستحيوا من الفر فإنه عار باق في الأعقاب عند ذوي الأحساب وفي الفرار النار يوم الحساب وطيبوا عن أنفسكم نفسا واطووا عن حياتكم كشحا وامشوا على الموت قدما وعليكم بهذا السواد الأعظم والرواق المطنب واضربوا ثجبه فان الشيطان راقد في كسره نافخ خصييه مفترش ذراعيه قد قدم للوثبة يدا واخر للنكوص عقبا فاصدموا له صدما حتى ينجلي الباطل من الحق وأنتم الأعلون فاثبتوا في المواكب وعضوا على النواجد فإنه ابني للسيوف على الهام فاضربوا بالصوارم وشدوا فهأنا شاد محمل على الكتيبة وحملهم حتى خالطهم فلما دارهم دور الرحى المسرعة وثار العجاج فما كنت أرى الا رؤسا نادرة وأبدانا طافحة وأيدي طائحة قد اقبل أمير المؤمنين (ع) وسيفه يقطر دما وهو يقول (قاتلوا أئمة الكفر أنهم لا إيمان لهم لعلهم ينتهون) وروي ان من نجى منهم رجعوا إلى معاوية فلامهم على الفرار بعد أن أظهر التحسر والحزن على ما حل بتلك الكتيبة فقال كل واحد منهم كيف كنت رأيت عليا وقد حمل علي وكلما التفت ورائي وجدته يقفوا أثري فتعجب معاوية وقال لهم ويلكم ان عليا لواحد كيف كان وراء
صفحة ٤٢