لاحد أصحابه ناولنيه فاخذه منه واداره في كفه وذابه سفرجلة رطبة فدفعها إلى أحد أصحابه وقال قطعها قطعا وادفع إلى كل واحد منا قطعة والى صعصعة قطعة والي قطعة ففعل ذلك فأدار مولانا القطعة من السفرجلة في كفه فإذا بها تفاحة فدفعها إلى ذلك الرجل وقال له قطعها وادفع إلى كل واحد قطعة والى صعصعة قطعة والي قطعة ففعل الرجل فأداره مولانا القطعة من التفاحة في كفه فإذا هي حجر فهر فرمى به إلى صحن الدار فاكل صعصعة القطعتين واستوى جالسا وقال شفيتني وازدت في ايماني وايمان أصحابك صلوات الله عليك روى أصحاب الحديث عن عبد الله بن العباس أنه قال عقمت النساء ان يأتين بمثل علي بن أبي طالب (ع) فوالله ما سمعت وما رأيت رئيسا يوازن به والله لقد رأته بصفين وعلى رأسه عمامة بيضاء وكان عينيه سراج سليط أو عينا أرقم وهو يقف على شرذمة من أصحابه يحثهم على القتال إلى أن انتهى إلي وانا في كنف من الناس وقد خرج خيل لمعاوية المعروفة بالكتيبة الشهباء عشرون الف دارع على عشرين الف اشهب متسربلين الحديد كأنهم صفحة واحدة ما ترى منهم الا الحدق تحت المغافر فاقشعر أهل العراق لما عاينوا ذلك فلما رأى أمير المؤمنين (ع) هذه الحالة منهم قال هالكم يا أهل العراق ان هي الا جثث ماثلة فيها قلوب طائرة ورجل جراد دفت بها ريح عاصف وشداة الشيطان الجمتهم والظلالة وصرخ بهم ناعق البدعة ففتنهم ما هم الا جنود البغاة وقحقحة المكاثرة
صفحة ٤١