80
مقامه، وشرف ما في وعائه، على حسب إزعاج ظاهره وشدة بلائه، ولهذا قلب في
الأطوار، ليظهر ما فيه من كنوز الأسرار ولطائف الأنوار، قال الله تعالى: ( ولنبلونك
حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم).
وقال رضي الله عنه: العلم بماهية الشيء غير إدراكه، فقد يعلم الشيء ولا يدرك، وقد يدرك
ولا يعلم، ولا يتلازمان أيضا كالعالم بحقيقة الدواء وتركيب أجزائه، ليس ذلك هو
عين استعماله ووجود أثره.
وكذلك : المستعمل للدواء الواجد لأثره ليس هو نفس علمه به، إذ قد يستعمله
غير عالم به، ولا يلزم من وجود أحدهما وجود الآخر، وليس أحدهما عين الآخر، ولا
لازمه.
صفحة غير معروفة