العقود الدرية
محقق
محمد حامد الفقي
الناشر
دار الكاتب العربي
مكان النشر
بيروت
الْأُمِّيين الَّذين قَالَ الله فيهم ﴿وَمِنْهُم أُمِّيُّونَ لَا يعلمُونَ الْكتاب إِلَّا أماني﴾ وَأَن طَريقَة الْخلف هِيَ اسْتِخْرَاج مَعَاني النُّصُوص المصروفة عَن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللُّغَات
فَهَذَا الظَّن الْفَاسِد أوجب تِلْكَ الْمقَالة الَّتِي مضمونها نبذ الْإِسْلَام وَرَاء الظّهْر
وَقد كذبُوا على طَريقَة السّلف وَضَلُّوا فِي تصويب طَريقَة الْخلف فَجمعُوا بَين الْجَهْل بطريقة السّلف فِي الْكَذِب عَلَيْهِم وَبَين الْجَهْل والضلال بتصويب طَريقَة الْخلف
وَسبب ذَلِك اعْتِقَادهم أَنه لَيْسَ لله فِي نفس الْأَمر صفة دلّت عَلَيْهَا هَذِه النُّصُوص بِالشُّبُهَاتِ الْفَاسِدَة الَّتِي شاركوا فِيهَا إخْوَانهمْ من الْكَافرين
فَلَمَّا اعتقدوا انْتِفَاء الصِّفَات فِي نفس الْأَمر وَكَانَ مَعَ ذَلِك لَا بُد للنصوص من معنى بقوا مترددين بَين الْإِيمَان بِاللَّفْظِ وتفويض الْمَعْنى وَهِي الَّتِي يسمونها طَريقَة السّلف وَبَين صرف اللَّفْظ إِلَى معَان أُخْرَى بِنَوْع تكلّف وَهِي الَّتِي يسمونها طَريقَة الْخلف فَصَارَ هَذَا الْبَاطِل مركبا من فَسَاد الْعقل وَالْكفْر بِالسَّمْعِ
1 / 88