71

العقود الدرية

محقق

محمد حامد الفقي

الناشر

دار الكاتب العربي

رقم الإصدار

الأولى

مكان النشر

بيروت

فَكيف يتَصَوَّر مَعَ قيام هَذَا الْمُقْتَضى الَّذِي هُوَ من أقوى المقتضيات أَن يتَخَلَّف عَنهُ مُقْتَضَاهُ لأولئك السَّادة فِي مَجْمُوع عصرهم هَذَا لَا يكَاد يَقع فِي أبلد الْخلق وأشدهم إعْرَاضًا عَن الله وأعظمهم إكبابا على طلب الدُّنْيَا والغفلة عَن ذكر الله فَكيف يَقع فِي أُولَئِكَ وَأما كَونهم كَانُوا معتقدين فِيهِ غير الْحق أَو قائليه فَهَذَا لَا يَعْتَقِدهُ مُسلم وَلَا عَاقل عرف حَال الْقَوْم ثمَّ الْكَلَام فِي هَذَا الْبَاب عَنْهُم أَكثر من أَن يُمكن أَن يسطر فِي هَذِه الْفتيا أَو أضعافها يعرف ذَلِك من طلبه وتتبعه وَلَا يجوز أَيْضا أَن يكون الخالفون أعلم من السالفين كَمَا قد يَقُوله بعض الأغبياء مِمَّن لم يقدر قدر السّلف بل وَلَا عرف الله وَرَسُوله وَالْمُؤمنِينَ بِهِ حَقِيقَة الْمعرفَة الْمَأْمُور بهَا من أَن طَريقَة السّلف أسلم وَطَرِيقَة الْخلف أعلم وَأحكم فَإِن هَؤُلَاءِ المبتدعة الَّذين يفضلون طَريقَة الْخلف من المتفلسفة وَمن حذا حذوهم على طَريقَة السّلف إِنَّمَا أَتَوا من حَيْثُ ظنُّوا أَن طَريقَة السّلف هِيَ مُجَرّد الْإِيمَان بِأَلْفَاظ الْقُرْآن والْحَدِيث من غير فقه لذَلِك بِمَنْزِلَة

1 / 87