العقود الدرية
محقق
محمد حامد الفقي
الناشر
دار الكاتب العربي
مكان النشر
بيروت
وزبدة الرسَالَة الإلهية فَكيف يتَوَهَّم من فِي قلبه أدنى مسكة من إِيمَان وَحِكْمَة أَن لَا يكون بَيَان هَذَا الْبَاب قد وَقع من الرَّسُول على غَايَة التَّمام
ثمَّ إِذا كَانَ قد وَقع ذَلِك مِنْهُ فَمن الْمحَال أَن يكون خير أمته وَأفضل قُرُونهَا قصروا فِي هَذَا الْبَاب زائدين فِيهِ أَو ناقصين عَنهُ
ثمَّ من الْمحَال أَيْضا أَن تكون الْقُرُون الفاضلة الْقرن الَّذِي بعث فيهم رَسُول الله ﷺ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ كَانُوا غير عَالمين بِهِ وَغير قائلين فِي هَذَا الْبَاب بِالْحَقِّ الْمُبين لِأَن ضد ذَلِك إِمَّا عدم الْعلم وَالْقَوْل وَإِمَّا اعْتِقَاد نقيض الْحق وَقَول خلاف الصدْق وَكِلَاهُمَا مُمْتَنع
أما الأول فَلِأَن من فِي قلبه أدنى حَيَاة وَطلب للْعلم ونهمة فِي الْعِبَادَة يكون الْبَحْث عَن هَذَا الْبَاب وَالسُّؤَال عَنهُ وَمَعْرِفَة الْحق فِيهِ أكبر مقاصده وَأعظم مطالبه وَلَيْسَت النُّفُوس الصَّحِيحَة إِلَى شَيْء أشوق مِنْهَا إِلَى معرفَة هَذَا الْأَمر وَهَذَا أَمر مَعْلُوم بالفطرة الوجدية
1 / 86