134

العقود الدرية

محقق

محمد حامد الفقي

الناشر

دار الكاتب العربي

رقم الإصدار

الأولى

مكان النشر

بيروت

وَهَؤُلَاء يكثرون فِي المتفلسفة مِمَّن المنجمين وَنَحْوهم ثمَّ فِي الْأَطِبَّاء ثمَّ فِي الْكتاب أقل من ذَلِك
ويوجدون فِي المتصوفة والمتفقهة وَفِي الْمُقَاتلَة والأمراء وَفِي الْعَامَّة أَيْضا
وَلَكِن يوجدون كثيرا فِي نحل اهل الْبدع لَا سِيمَا الرافضة ففيهم من الزَّنَادِقَة وَالْمُنَافِقِينَ مَا لَيْسَ فِي أحد من اهل النَّحْل وَلِهَذَا كَانَت الخرمية والباطنية والقرامطة والإسماعيلية والنصيرية وَنَحْوهم من الْمُنَافِقين الزَّنَادِقَة منتسبة إِلَى الرافضة
وَهَؤُلَاء المُنَافِقُونَ فِي هَذِه الْأَوْقَات لكثير مِنْهُم ميل إِلَى دولة هَؤُلَاءِ التتار لكَوْنهم لَا يلزمونهم شَرِيعَة الْإِسْلَام بل يتركونهم وَمَا هم عَلَيْهِ
وَبَعْضهمْ إِنَّمَا ينفرون عَن التتار لفساد سيرتهم فِي الدُّنْيَا واستيلائهم على الْأَمْوَال واجترائهم على الدِّمَاء والسبي لَا لأجل الدّين
فَهَذَا ضرب النِّفَاق الْأَكْبَر
وَأما النِّفَاق الْأَصْغَر فَهُوَ النِّفَاق فِي الْأَعْمَال وَنَحْوهَا مثل أَن يكذب إِذا حدث ويخلف إِذا وعد ويخون إِذا ائْتمن أَو يفجر إِذا خَاصم فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن النَّبِي ﷺ قَالَ آيَة الْمُنَافِق

1 / 150