العقود الدرية
محقق
محمد حامد الفقي
الناشر
دار الكاتب العربي
رقم الإصدار
الأولى
مكان النشر
بيروت
تصانيف
التراجم والطبقات
جحود بعض مَا جَاءَ بِهِ أَو بغضه أَو عدم اعْتِقَاد وجوب اتِّبَاعه أَو المسرة بانخفاض دينه أَو المساءة بِظُهُور دينه وَنَحْو ذَلِك مِمَّا لَا يكون صَاحبه إِلَّا عدوا لله وَرَسُوله
وَهَذَا الْقدر كَانَ مَوْجُودا فِي زمن رَسُول الله ﷺ وَمَا زَالَ بعده بل هُوَ بعده أَكثر مِنْهُ على عَهده لكَون مُوجبَات الْإِيمَان على عَهده أقوى فَإِذا كَانَت مَعَ قوتها كَانَ النِّفَاق مَوْجُودا فوجوده فِيمَا دون ذَلِك أولى
وكما أَنه ﷺ كَانَ يعلم بعض الْمُنَافِقين وَلَا يعلم بَعضهم كَمَا بَينه قَوْله ﴿وَمِمَّنْ حَوْلكُمْ من الْأَعْرَاب مُنَافِقُونَ وَمن أهل الْمَدِينَة مَرَدُوا على النِّفَاق لَا تعلمهمْ نَحن نعلمهُمْ﴾ كَذَلِك خلفاؤه بعده وورثته قد يعلمُونَ بعض الْمُنَافِقين وَلَا يعلمُونَ بَعضهم
وَفِي المنتسبين إِلَى الْإِسْلَام من عَامَّة الطوائف مُنَافِقُونَ كَثِيرُونَ فِي الْخَاصَّة والعامة ويسمون الزَّنَادِقَة
وَقد اخْتلف الْعلمَاء فِي قبُول تَوْبَتهمْ فِي الظَّاهِر لكَون ذَلِك لَا يعلم إِذْ هم دَائِما يظهرون الْإِسْلَام
1 / 149